قوله: ﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ ﴾ أي حساب بواطنهم. قوله: (ما عبدتموهم) قدره إشارة إلى أن ﴿ لَوْ ﴾ شرطية حذف جوابها. قوله: ﴿ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ جواب لما فهمه من طلبهم طرد الضعفاء، وهذا كما سألت قريش النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد الموالي والفقراء، كما تقدم في سبب نزول قوله تعالى:﴿ وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ ﴾[الأنعام: ٥٢].
قوله: ﴿ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ أي للمكفين أعزاء وغيرهم، فكيف يليق مني طرد الفقراء؟. قوله: ﴿ قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ ﴾ أي تترك ما أنت عليه من معارضتنا. قوله: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ﴾ إنما قال ذلك تمهيداً للدعاء عليهم كأنه قال: إنهم أعرضوا عن دينك وتوحيدك، فأنا أدعو عليهم لأجل ذلك، والمعنى أنهم استمروا على تكذيبي وأصروا عليه، بعدما كررت عليهم الدعوة، وسيأتي تفصيل ذلك في سورة نوح في قوله:﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ﴾[نوح: ٥] الخ، قوله: ﴿ فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً ﴾ من الفتاحة بالضم والكسر وهي الحكومة، أي احكم بيننا بما يستحقه كل منا. قوله: ﴿ وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ آثر الإيمان إشارة إلى أنهم خالصون في الاتباع، وكان من معه من المؤمنين ثمانين، أربعون من الرجال وأربعون من النساء، على أحد أقوال تقدمت. قوله: ﴿ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ﴾ أي بالطوفان، حيث التقى ماء السماء على ماء الأرض، قوله: ﴿ ٱلْبَاقِينَ ﴾ (من قومه) أي صغاراً وكباراً، فالهلاك الدنيوي عمّ الكبار والصغار والبهائم، وأما في الآخرة فالخلود في النار مخصوص بمن مات كافراً بعد البلوغ، وأما صبيانهم بل وصبيان المشركين، من أول الدنيا إلى آخرها، فيدخلون الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ ﴾ اسم أبي قبيلة هود الأعلى، سميت القبيلة باسمه، فالمراد كذبت القبيلة المنسوبة لعاد، وقوله: ﴿ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ المراد هود، وإنما جمع لأن من كذب رسولاً واحداً فقد كذب الجميع، لاشتراك الكل في المجيء بالتوحيد. قوله: ﴿ أَخُوهُمْ ﴾ أي من النسب لما تقدم أنه من ذرية عاد، وكان هود تاجراً جميل الصورة يشبه آدم، وعاش من العمر أربعمائة وأربعاً وستين سنة. قوله: ﴿ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ ﴿ أَلاَ ﴾ أداة عرض، وهو الطلب بلين ورفق، تأليفاً لقلوب المجرمين لعلهم يهتدون. قوله: ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ تعليل لعرضه التقوى عليهم، والمعنى إني لكم رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم أمين، لا أزيد ولا أنقص. قوله: ﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾ تقريع على قوله: ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فحيث كنت رسولاً أميناً، فالواجب عليكم تقوى الله وطاعتي، فطاعته من حيث كونه رسولاً من عند الله لا من حيث ذاته، ولذا لم يقل: ألا تتقون وتطيعوني. قوله: ﴿ مِنْ أَجْرٍ ﴾ أي جعل وأجرة على رسالتي. قوله: ﴿ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ أي لأنه المرسل لي الغني المغني.


الصفحة التالية
Icon