قوله: ﴿ أَتَبْنُونَ ﴾ الاستفهام للتقريع والتوبيخ، وهو شروع في توبيخهم على أمور ثلاثة، كل واحد منها مناف للتقوى: البناء للبعث، واتخاذ المصانع، والتجبر. قوله: ﴿ بِكُلِّ رِيعٍ ﴾ بكسر الراء ويقال بفتحها، هو المكان المرتفع. قوله: (علماً للمارة) أي كالعلم في الارتفاع. قوله: (بمن يمر بكم) الخ، هذا أحد أوجه في تفسير متعلق البعث، وقيل: ﴿ تَعْبَثُونَ ﴾ بالبناء لظنهم أن المارة يحتاجون إلى البناء ليهتدوا به في الأسفار، مع أنهم يستغنون عنه بالنجوم، وقيل المعنى تبنون بروج الحمام لتعبثوا بها، وقيل المعنى تبنون بنياناً يجتمعون فيه للعبث، وكل صحيح واقع منهم. قوله: ﴿ مَصَانِعَ ﴾ جمع مصنعة بفتح الميم مع فتح النون أو ضمها، وهو الحوض والبركة تحت الأرض كالصهاريج. قوله: (كأنكم) فسر لعل بكان بدليل القراءة الشاذة كأنكم تخلدون، والأولى إبقاء لعل على بابها من الترجي، ويكون المعنى: راجين أن تخلدوا في الدنيا بسبب عملكم عمل من يرجو ذلك، لأن مجيء لعل بمعنى كأن لم يرد. قوله: ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ ﴾ أي فعلتم فعل الجبارين من الضرب بالسياط والقتل بالسيف. قوله: ﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ﴾ (في ذلك) أي فيما تقدم من الأمور الثلاثة. قوله: ﴿ ٱلَّذِيۤ أَمَدَّكُمْ ﴾ أي أعطاكم المدد وهو النعم. قوله: ﴿ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ ﴾ بدل مما قبله بدل مفصل من مجمل. قوله: ﴿ وَبَنِينَ ﴾ أي ذرية. قوله: ﴿ وَجَنَّاتٍ ﴾ جمع جنة. قوله: ﴿ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ ﴾ أي إن دمتم على مخالفتي، ولم تشكروا هذه النعم بعد بعثتي. قوله: (في الدنيا) أي بالريح العقيم، وقوله: (وفي الآخرة) أي بالخلود في النار.


الصفحة التالية
Icon