قوله: (بشدة) أخذ ذلك من تشديد الفعل. قوله: ﴿ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾ أي من عند من يضع الشيء في محله، العالم بالكليات والجزئيات، فذكر وصف العلم بعد الحكمة، من ذكر العام بعد الخاص. قوله: (اذكر) قدره إشارة إلى أن قوله: ﴿ إِذْ قَالَ ﴾ ظرف لمحذوف، والمعنى اذكر يا محمد لقومك قصة موسى وما وقع له. قول: (زوجته) أي ينت شعيب، أي وولده وخادمه. قوله: (عند مسيره من مدين) أي ليجتمع بأمه وأخيه بمصر، وكان في ليلة مظلمة باردة مثلجة، وقد ضل عن الطريق، وأخذ زوجته الطلق. قوله: (وكان قد ضلها) أي تاه عنها. قوله: ﴿ أَوْ آتِيكُمْ ﴾ أو مانعة خلو تجوز الجمع. قوله: (أي شعلة نار) أي شعلة مقتبسة من النار، فالإضافة لبيان الجنس كما قال المفسر، لأن الشهاب يكون من النار وغيرها كالكواكب. قوله: (بدل من تاء الافتعال) أي لأنها وقعت بعد الصاد، وهي من حروف الأطباق، فقلبت طاء على القاعدة المعلومة. قوله: (بكسر اللام) أي من باب تعب، وقوله: (وفتحها) أي من باب رمى. قوله: ﴿ نُودِيَ ﴾ أي ناداه الله. قوله: (أي بأن) أشار بذلك إلى أن أن مصدرية، وما بعدها في تأويل مصدر، وحرف الجر مقدر قبلها، أي نودي ببركة ﴿ مَن فِي ٱلنَّارِ ﴾ الخ، أي بتقديسه وتطهيره مما يشغل قلبه عن غير الله وتخليصه للنبوة والرسالة، أي ناداه الله، بأننا قدسناك وطهرناك واخترناك للرسالة، كما تقدم في طه حيث قال:﴿ وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ ﴾[طه: ١٣] الخ. قوله: ﴿ مَن فِي ٱلنَّارِ ﴾ هو نائب فاعل ﴿ بُورِكَ ﴾، وهذه تحية لموسى وتكرمة له. قوله: (أو العكس) أي فتفسر من الأول بالملائكة، والثانية بموسى، وعلى هذا التفسير فلا يحتاج لتقدير مضاف. قوله: (يتعدى بنفسه) أي فيقال باركك الله. قوله: (وبالحرف) أي اللام وفي وعلى. قوله: (ويقدر بعد في مكان) أي على التفسير الأول، فيقال أن بورك من في مكان النار، وإنما احتيج لهذا التقدير، لأن موسى إذ ذاك لم يكن في النار حقيقة، بل كان في المكان القريب منها. قوله: (من جملة ما نودي) أي أتى به، وإنما أتى بالتنزيه هنا، لدفع ما يتوهم أن الكلام الذي سمعه في ذلك المكان، بحرف وصوت، أو كون الله في مكان أو جهة.


الصفحة التالية
Icon