قوله: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ ﴾ القراءة السبعية بإدغام إحدى الميمين في الأخرى، وأم منقطعة، ومن خلق مبتدأ خبره محذوف تقديره﴿ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾[النمل: ٥٩] وقرئ شذوذاً بتخفيف، فتكون من موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام. قوله: (فيه الالتفات) أي وحكمته اختصاصه سبحانه وتعالى هو المنبت للأشجار والزرع لا غيره، وخلقها مختلفة الألوان والطعوم، مع كونها تسقى بماء واحد. قوله: (وهو البستان المحوط) أي المجعول عليه حائط لعزته. قوله: ﴿ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾ صفة لحدائق، وأفرد لكونه جمع كثرة لما لا يعقل. قوله: ﴿ مَّا كَانَ لَكُمْ ﴾ أي لا ينبغي لأنكم عاجزون عن إخراج النبات، وإن كنتم قادرين على السقي والغرس ظاهراً. قوله: ﴿ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا ﴾ أي فضلاً عن ثمارها وأشكالها. قوله: (وإدخال ألف بينهما) أي وتركه، فالقراءات أربع سبعيات. قوله: (في مواضعة السبعة) أي مواضع اجتماع الهمزتين المفتوحة ثم المكسورة، وهي لفظ إله خمس مرات، وأئذا، وأثنا. قوله: (أي ليس معه إله) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري، وكذا يقال فيما بعده. قوله: ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾ إضراب انتقالي من تبكيتهم إلى بيان سوء حالهم. قوله: ﴿ أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً ﴾ أي مستقراً للإنسان والدواب، لا تتحرك بما على ظهرها. قوله: (فيما بينها) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ خِلاَلَهَآ ﴾ ظرف لجعل وتكون بمعنى خلق، ويصح أن تكون بمعنى صير، و(خِلاَلاً) مفعول ثان. قوله: ﴿ حَاجِزاً ﴾ أي معنوياً غير مشاهد. قوله: ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أي وكفرهم تقليد، والأقل يعلم الأدلة، وكفرهم عناد. قوله: ﴿ ٱلْمُضْطَرَّ ﴾ هو اسم مفعول، وهذه الطاء أصلها تاء الافتعال، قلبت طاء لوقوعها إثر حرف الإطباق وهو الضاد. قوله: ﴿ إِذَا دَعَاهُ ﴾ أشار بذلك إلى أن إجابة المضطر متوقفة على دعائه، فلا ينبغي لمن كان مضطراً ترك الدعاء، بل يدعو، والله يجيبه على حسب ما أراد سبحانه وتعالى، لأن الله أرأف على العبد من نفسه، فالعاقل إذا دعا الله يسلم في الإجابة لمراد الله. قوله: (الإضافة بمعنى في) أي فالمعنى يجعلكم خلفاء في الأرض. قوله: (وفيه إدغام التاء في الذال) أي بعد قلبها دالاً فذالاً، وهذا على كل من القراءتين. قوله: (وما زائدة لتقليل القليل) أي فالمراد تأكيد القلة. قوله: (وبعلامات الأرض) أي كالجبال. قوله: (أي قدام المطر) أي أمامه. قوله: (وإن لم يعترفوا بالإعادة) أشار بذلك إلى سؤال وارد حاصله. كيف يقال لهم ﴿ أَمَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ ﴾ مع أنهم منكرون للإعادة؟ وأشار إلى جوابه بقوله: لقيام البراهين عليها وإيضاحه، أن يقال إنهم معترفون بالابتداء، ودلالة الابتداء على الإعادة ظاهره قوية، وحينئذ فصاروا كأنهم لم يبق لهم عذر في إنكار الإعادة، بل ذلك محض جحود. قوله: ﴿ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ﴾ أمره الله صلى الله عليه وسلم بتبكيتهم، إثر قيام الأدلة على أنه لا يستحق العبادة غيره. قوله: (أن معي إلهاً) الأوضح أن يقول: أن مع الله إلهاً لأن النبي مأمور بهذا القول، وهو لا يقول لهم: إن كنتم صادقين أن معي إلهاً. قوله: (وسألوه) أي المشركون. قوله: ﴿ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ﴾ ﴿ مَن ﴾ فاعل ﴿ يَعْلَمُ ﴾ والجار والمجرور صلتها، و ﴿ ٱلْغَيْبَ ﴾ مفعول به، و ﴿ إِلاَّ ﴾ أداة استثناء، ولفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف قدره المفسر بقوله: (يعلمه) والتقدير لا يعلم الذي ثبت في السماوات كالملائكة، والأرض كالإنس، الغيب لكن الله هو الذي يعلمه. قوله: (من الملائكة والناس) بيان لمن في السماوات والأرض على سبيل اللف والنشر المرتب. قوله: (لكن) ﴿ ٱللَّهُ ﴾ الخ، أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع، ولا يصح جعله متصلاً لإيهامه أن الله من جملة من في السماوات والأرض وهو محال. قوله: (وقت) ﴿ يُبْعَثُونَ ﴾ تفسير لأيان، والمناسب تفسيرها بمتى، لأن ﴿ أَيَّانَ ﴾ ظرف متضمن معنى همزة الاستفهام ومتى كذلك بخلاف لفظ وقت. قوله: (بمعنى هل) أي التي للأستفهام الإنكاري. قوله: (أي بلغ ولحق) راجع للقراءة الأولى، وقوله: (أو تتابع) راجع للثانية، والمعنى هل بلغ علمهم في الآخرة، أو تتابع علمهم الآخرة، حتى سألوا عن وقت مجيء الساعة؟ ليس عندهم علم بذلك، بل ولا إثبات، حتى يسألوا عن وقت الساعة، فسؤالهم محض تعنت وعناد. قوله: ﴿ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ﴾ أي الآخرة. قوله: ﴿ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ ﴾ أي عندهم جزم بعدمها لعدم إدراكهم دلالتها. قوله: (بعد حذف كسرتها) أي وسقطت الياء لوقوعها ساكنة إثر ضمة.