قوله: ﴿ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ﴾ أي وهو الخلود في الجنة. قوله: (أي بسببها) أشار بذلك إلى أن ﴿ مِّن ﴾ للسببية، ويصح أن تكون للتعليل، أي من أجل مجيئه بها. قوله: (وليس للتفضيل) أي ليس خيراً فعل تفضيل، لأنه ليس عبادة أفضل من لا إله إلا الله، ويؤيد ما قاله المفسر، ما روي عن ابن عباس أنه قال له من تلك الحسنة خير يوم القيامة، وهو الثواب والأمن من العذاب، أما من يكون له شيء من خير من الإيمان فلا، لأنه لا شيء خير من لا إله إلا الله. قوله: (بالإضافة) أي إضافة فزع لليوم. قوله: (وكسر الميم) أي للإعراب، وقوله: (وفتحها) أي فتحة بناء وهي قراءة ثانية في الإضافة، وقوله: (فزع منوناً) معطوف على قوله: (بالإضافة) فتكون القراءات ثلاثاً سبعيات، فكان الأوضح أن يعبر بأو بدل الواو في الأخير. قوله: ﴿ آمِنُونَ ﴾ أي لا يصيبهم منه شيء، والمراد بالفزع هنا الخوف من العذاب والفزع المتقدم الهيبة والانزعاج من الشدة الحاصلة في ذلك اليوم، فلا تنافي بين أثباته فيما تقدم ونفيه هنا. قوله: ﴿ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ ﴾ أي ألقوا عليها في النار. قوله: (ويقال هلم) أي وقت كبهم على وجوههم في النار، والقائل لهم خزنتها. قوله: (أي ما) ﴿ تُجْزَوْنَ ﴾ الخ، أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: (قل لهم) ﴿ إِنَّمَآ أُمِرْتُ ﴾ الخ، أمر صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم ما ذكر، بعد بيان ما يحصل في المعاد، إشارة إلى أن عبادة الله هي المقصودة بالذات له، آمنوا أو كفروا، فيتسبب عن ذلك اهتمامهم بأمر أنفسهم، ورجوعهم عما يوجب نقصانهم. قوله: ﴿ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا ﴾ صفة للرب ولا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم:" إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة "لأن إسناد التحريم لله، باعتبار حكمه وقضائه، وإسناد التحريم لإبراهيم، باعتبار إخباره بذلك وإظهاره. قوله: (ولا يختلى خلاها) أي لا يقطع حشيشها الرطب. قوله: ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾ أي أثبت على ما كنت عليه.