قوله: ﴿ بِأَهْلِهِ ﴾ أي زوجته وولده وخادمه. قوله: (نحو مصر) أي لصلة رحمه وزيادة أمه وأخيه. ورد أنه لما عزم على السير قال لزوجته: اطلبي من أبيك أن يعطينا بعض الغنم، فطلبت من أبيها ذلك فقال: لكما كل ما ولدت هذا العام على غير شبهها، من كل أبلق وبلقاء، فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك الماء واسق منه الغنم، ففعل ذلك، فما أخطأت واحدة إلا وضعت حملها ما بين أبلق وبلقاء، فعلم شعيب أن ذلك رزق ساقة إلى موسى وابنته، فوفى له بشرطه وأعطاه الأغنام. قوله: ﴿ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ﴾ أي الأيمن بدليل ما يأتي. قوله: (عن الطريق) أي لنستدل عليها. قوله: (بتثليث الجيم) أي وكلها سبعية فالكسر قراءة الجمهور، والضم قراءة حمزة، والفتح قراءة عاصم. قوله: (قطعة وشعلة) أي عود غليظ كأن في رأسه ناراً أو لا، قيل وهو ما رأسه نار، فقوله: ﴿ مِّنَ ٱلنَّارِ ﴾ وصف مخصص على الأول وكاشف على الثاني. قوله: (والطاء بدل من تاء الافتعال) أي فأصله تصتلون، وقعت التاء بعد أحد حروف الإطباق فقلبت طاء. قوله: (بكسر اللام) أي من باب رضي، وقوله: (وفتحها) أي من باب رمى. قوله: ﴿ نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ﴾ الخ، قيل إن موسى لما رأى النار مشتعلة في الشجرة الخضراء، علم أن ذلك لا يقدر عليه إلا الله، فلما نودي علم أن الله هو المتكلم بذلك النداء. قوله: ﴿ ٱلأَيْمَنِ ﴾ صفة للشاطئ أو للوادي، من اليمن وهو البركة، أو اليمين مقابل اليسار، والمعنى الشاطئ الذي يلي يمين موسى. قوله: ﴿ فِي ٱلْبُقْعَةِ ﴾ متعلق بنودي. قوله: ﴿ ٱلْمُبَارَكَةِ ﴾ (لموسى) أي لأنه في ذلك المحل حصلت له البركة التامة، فتلك الليلة أسعد لياليه، كليلة الإسراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ﴾ حال من الضمير في نودي، والتقدير نودي موسى، والحال أنه كائن في وجهة الشجرة، وليس المراد أنه سمع الكلام من جهة الشجرة فقط، بل المحققون على أنه سمع الكلام بجميع أجزائه، بلا حرف ولا صوت من جميع جهاته، كما يكون لنا في الآخرة عند رؤية ذاته تعالى، بلا كيف ولا انحصار. قوله: (بدل) أي بدل اشتمال. قوله: (أو عوسج) أي شوك. قوله: (مفسرة) أي لأنه تقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه. قوله: (لا مخففة) أي لعدم إفادتها المعنى المقصود. قوله: ﴿ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ هكذا قال هنا، وي سورة طه:﴿ إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ ﴾[طه: ١٢].
وقال في النمل:﴿ نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾[النمل: ٨] ولا تنافي بل الكل قال الله له. قوله: ﴿ وَأَنْ أَلْقِ ﴾ عطف على قوله: ﴿ أَن يٰمُوسَىٰ ﴾.
قوله: (من سرعة حركتها) أي فهو وجه شبهها بالجان، وقوله في الآية الأخرى﴿ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾[الأعراف: ١٠٧] أي في عظم الجثة، فتحصل أنها باعتبار الجثة كالثعبان العظيم، وباعتبار الخفة وسرعة الحركة كالحية الصغيرة. قوله: ﴿ وَلَّىٰ مُدْبِراً ﴾ أي باعتبار الطبع البشري حين رآها بهذه الصفة، ورد أنها لم تدع شجرة ولا صخرة إلا ابتلعتها، حتى إن موسى سمع صرير أسنانها، وقعقعة الشجر والصخر في جوفها، فحينئذ ولى مدبراً. قوله: (من الأدمة) أي الحمرة. قوله: (تغشى البصر) أي تغطيه. قوله: ﴿ وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ ﴾ جعل الجناح هنا مضموماً، وفي أية طه مضموماً إليه حيث قال﴿ وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ ﴾[طه: ٢٢] لأن المراد بالجناح المضموم اليد اليمنى، وبالجناح المضموم إليه اليد اليسرى، وكل من اليدين جناح قوله: ﴿ مِنَ ٱلرَّهْبِ ﴾ متعلق باضمم. قوله: (بفتح الحرفين) الخ، أي فالقراءات ثلاث سبعيات. قوله: (بأن تدخلها) أي تدخل اليد اليمنى التي حصل فيها البياض في جيبك، فتعود لحالتها الأولى، فيزول عنك الخوف والفزع الذي حصل لك. قوله: (كالجناح للطائر) أي لأن الطائر إذا خاف نشر جناحيه، وإذا أمن واطمأن ضمهما إليه، قوله: (بالتشديد والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان، فالمشددة تثنية ذلك بلام البعد، والمخفف تثنية ذاك، فالتشديد عوض عن اللام في المفرد. قوله: (وإنما ذكر المشار به) الخ، جواب عما يقال: إن العصا واليد مؤنثتان، فكان اللائق الإشارة إليهما بتان، فأجاب بأنه روعي الخبر قوله: (مرسلان) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ مِن رَّبِّكَ ﴾ متعلق بمحذوف صفة بـ ﴿ بُرْهَانَانِ ﴾.
قوله: ﴿ وَمَلَئِهِ ﴾ أي جماعته. قوله: ﴿ لِسَاناً ﴾ أي كلاماً. قوله: (ردءاً) حال من ضمير أرسله. قوله: (بفتح الدال) أي مع التنوين وهي سبعية أيضاً. قوله: ﴿ يُصَدِّقُنِي ﴾ أي يقويني في الصدق عند الخصم، بتوضيح الحجج والبراهين. قوله: (جواب الدعاء) أي الذي هو قوله: ﴿ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ ﴾ لأن طلب الأدنى من الأعلى دعاء. قوله: ﴿ أَن يُكَذِّبُونِ ﴾ أي بسبب العقدة التي كانت في فيه، بسبب الجمرة التي وضعها وهو صغير في فيه. قوله: (نقويك) أي فشد العضد كناية عن التقوية من إطلاق السبب وإرادة المسبب، لأن شد العضد يسلتزم شد اليد، وشد اليد مستلزم للقوة. قوله: (بسوء) متعلق بيصلون، وقوله: ﴿ بِآيَاتِنَآ ﴾ متعلق بمحذوف قدره بقوله: (اذهبا) بدليل الآية الأخرى﴿ ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ ﴾[طه: ٤٣] وجمعهما في ضمير واحد، مع أن هارون لم يكن حاضراً مجلس المناجاة، بل كان في ذلك الوقت بمصر، لأن الله أرسل جبريل إلى هارون بالرسالة وهو بمصر في ذلك الوقت، فموسى سمع الخطاب من الله بلا واسطة، وهارون سمعه بواسطة جبريل.


الصفحة التالية
Icon