قوله: ﴿ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ ﴾ أي لم يفعلوا ما أمرتهم به. قوله: ﴿ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ ﴾ أي ليس لهم مستند إلا اتباع هواهم الفاسد. قوله: (لا أضل منه) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا ﴾ العامة على تشديد الصاد، وهو مأخوذ إما من وصل الشيء بالشيء، بمعنى جعله تابعاً له، لأن القرآن تابع بضعه بعضاً، قال تعالى:﴿ وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ﴾[الفرقان: ٣٣] أو من وصل الحبل جعله أوصالاً أي أنواعاً، لأن القرآن أنواع، كالوعد والوعيد، والقصص والعبر والمواعظ. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ ﴾ الاسم الموصول مبتدأ، و ﴿ آتَيْنَاهُمُ ﴾ صلته، وهم مبتدأ ثان وبه متعلق بيؤمنون، و ﴿ يُؤْمِنُونَ ﴾ خبر الثاني، وهو وخبره خبر الأول. قوله: (أيضاً) أي كما آمنوا بكتابهم. قوله: (نزلت في جماعة أسلموا من اليهود) الخ، قال ابن عباس: نزلت في ثمانين من أهل الكتاب، أربعون من نجران، واثنان وثلاثون من الحبشة، وثمانية من أهل الشام، وقيل إنها نزلت في أربعين رجلاً قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأوا ما بالمسلمين من الحاجة والخصاصة قالوا: يا رسول الله إن لنا أموالاً، فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا بها المسلمين، فأذن لهم فانصرفوا، فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين، والمقصود من قصد هؤلاء الثناء عليهم والفخر بهم على المشركين. قوله: ﴿ إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ إي فإسلامنا ليس بمتجدد، بل هو موافق لما عندنا، لأن في كتبهم صفة النبي ونعته، فتمسكوا بكتابهم ولم يغيروا ولم يبدلوا إلى أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظروا في صفاته وأحواله، فلما وجدوها مطابقة لما عندهم، أظهروا ما كان عندهم من الإسلام. قوله: (بصبرهم) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية، وقوله: (على العمل بهما) أي أو على أذى المشركين ومن عاداهم من أهل دينهم. قوله: ﴿ وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ ﴾ أي يدفعون الكلام القبيح، كالسب والشتم الحاصل لهم من أعدائهم بالحسنة، أي الكلمة الطيبة الجميلة، أو المعنى إذا وقعت منهم معصية أتبعوها بطاعة كالتوبة.