قوله: ﴿ وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ ﴾ شروع في إثبات الدليل على أن القرآن من عند الله وأنه معجز للشر، كأن الله يقول لأهل الكتاب: أنتم لا عذر لكم في إنكار القرآن، ولا في تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم، لأن من جملة صفاته في كتبهم، أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، ووجد بهذه الصفة، فلو فرض أنه كان يكتب أو يقرأ، لحصل لكم الشك في نبوته، وفي القرآن، لوجوده على خلاف الصفة التي في كتبهم. قوله: ﴿ مِن كِتَابٍ ﴾ مفعول ﴿ تَتْلُواْ ﴾ و ﴿ مِن ﴾ زائدة. قوله: (أي لو كنت قارئاً كاتباً) لف ونشر مرتب. قوله: (اليهود) لا مفهوم له. قول: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ﴾ إضراب عما تقدم من الارتياب. قوله: (أي المؤمنين يحفظونه) أي لفظاً ومعنى لما ورد:" وجعلت من أمتك أقواماً قلوبهم أناجيلهم أي كالأناجيل "والمعنى أن القرآن محفوظ في صدروهم وثابت فيها، كما كان كتاب النصارى ثابتاً في أناجيلهم. قوله: ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ ﴾ أي القرآن. قوله: (اليهود) تقدم ما فيه. قوله: (وفي قراءة آيات) أي وهما سبعيتان. قوله: (ينزلها كيف يشاء) أعلى على ما يريد، ولا دخل لأحد في ذلك لأن المعجزة أمر خارق للعادة يأتي بفضل الله. قوله: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه، التقدير أجهلوا ولم يكفهم الخ، والاستفهام للتوبيخ. قوله: ﴿ أَنَّآ أَنزَلْنَا ﴾ أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل يكف، والتقدير أولم يكفهم إنزالنا. قوله: (مستمرة لا انقضاء لها) أخذ ذلك من قوله: ﴿ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ﴾.
قوله: (بخلاف ما ذكر من الآيات) أي فانقضت بموت الرسل. قوله: ﴿ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ خصوا بالذكر لأنهم هم المنتفعون بذلك. قوله: (ومنه حالي وحالكم) أي من جملة ما في السماوات والأرض. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ ﴾ أي خضعوا له وعبدوه. قوله: (حيث اشتروا الكفر بالإيمان) أي أخذوا الكفر وتركوا الإيمان.


الصفحة التالية
Icon