قوله: ﴿ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى ﴾ (له) أي للعذاب. قوله: ﴿ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً ﴾ أي كوقعة بدر، فإنها أتتهم على حين غفلة. قوله: ﴿ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ أي لا يظنون أن العذاب يأتيهم أصلا. قوله: ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ ﴾ تعجب من قلة فطنتهم ومن تعنتهم، والمعنى: كيف يستعجلون العذاب، والحال أن جهنم محيطة بهم يوم القيامة لا مفر لهم منها؟ قوله: ﴿ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ ﴾ ظرف لقوله محيطة، والمعنى على الاستقبال، أي ستحيط بهم في ذلك اليوم. قوله: ﴿ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ تفسير للاحاطة وهو بمعنى قوله تعالى:﴿ لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾[الأعراف: ٤١].
قوله: (أي نأمر بالقول) إنما أوله جمعاً بين ما هنا، وبين قوله في الأخرى﴿ لاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾[البقرة: ١٧٤].
قوله: (أي جزاءه) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله: ﴿ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ ﴾ خطاب لفقراء الصحابة الذين كانوا يخافون من إظهار الإسلام في مكة كما قال المفسر، والإضافة لتشريف المضاف. قوله: ﴿ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ ﴾ إياي منصوب بفعل محذوف دل عليه المذكور. قوله: (كانوا في ضيق) الخ، أي فوسع الله لهم الأمر، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فمن تعسرت عليه العبادة في بلده، فعليه أن يهاجر منها للبلد تتيسر له فيها لقوله تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾[الذاريات: ٥٦] فالمهم العبادة أي مكان تيسر، ولا يعول على مكان في الدنيا، لأنها دار ممر لا مقر. في طريق لا يعول على مسكن ولا قرار في طريقه. قوله: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ﴾ أي لاتقيموا بدار الشرك خوفاً من الموت فإن ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ﴾ فالحكمة في تخويفهم من الموت، كون مفارقة الأوطان تهون عليهم، فإن من أيقن بالموت هان عليه كل شيء في الدنيا.


الصفحة التالية
Icon