قوله: ﴿ مَنَامُكُم بِٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ ﴾ قيل في الآية تقديم وتأخير، والتقدير: ومن آياته منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار، حذف حرف الجر لاتصاله بالليل، والأحسن أن يبقى على حاله، والنوم بالنهار من جملة النعم، لا سيما أوقات القيلولة في البلاد الحارة. قوله: (بإرادته) أي فلا قدرة لأحد على اجتلابه. قوله: (راحة لكم) أي من آثار التعب الحاصل لكم. قوله: ﴿ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ غاير بين رؤوس الآي تفنناً، فإن أهل العقل هم أهل الفكر والسمع. قوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ ﴾ الجار والمجرور خبر مقدم.
﴿ يُرِيكُمُ ﴾ مؤول بمصدر مبتدأ مؤخر، وحذفت أن من الفعل لدلالة ما قبله وما بعده عليه، وهكذا يقال فيما تقدم وما يأتي. قوله: ﴿ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ ﴾ أي تثبت وتستقر. قوله: (من غير عمد) بفتحتين اسم جمع لعمود وقيل جمع له، أو ضمتين جمع عمود كرسل ورسول. قوله: ﴿ مِّنَ ٱلأَرْضِ ﴾ متعلق بدعاكم. قوله: (في الصور) أي نفخة البعث فتخرج منه الأرواح إلى أجسادها، لأن فيه طاقات بعدد الأرواح، فتجتمع فيه ثم تخرج بالنفخة دفعة واحدة، فلا تخطئ روح جسدها. قوله: ﴿ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ﴾ عبر في ابتداء خلق الإنسان بثم حيث قال: ثم إذا أنتم بشر تنتشرون، وتركها هنا لأنه من ابتداء الخلق تحصل المهلة والتراخي، لكونه على أطوار مختلفة، بخلاف الإعادة فلا تدريج فيها، بل يحصل دفعة واحدة. قوله: (مطيعون) أي لأفعاله طاعة انقياد لا طاعة عبادة؛ وقيل المعنى قائمون للحساب، وقيل مقرون بالعبودية إما باللسان أو الحال. قوله: ﴿ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ الضمير عائد على الاعادة المفهومة من قوله: ﴿ يُعِيدُهُ ﴾ وذكر الضمير مراعاة للخبر. قوله: (بالنظر إلى ما عند المخاطبين) أي فهو مبني على ما يقتضيه عقولهم، لأن من أعاد منهم شيئاً، كان أهو عليه وأسهل من إنشائه، وهو جواب عما يقال: إن أفعال الله كلها متساوية بالنسبة إلى قدرته تعالى، وأجيب أيضاً: بأن اسم التفضيل ليس على بابه، فأهون بمعنى هين. قوله: (أي الصفة العليا) أشار بذلك إلى أن المثل بمعنى الصفة، والأعلى بمعنى العليا. أي المرتفعة المنزهة عن كل نقص. قوله: (وهي أنه لا إله إلا الله) أي فالمراد بها الوصف بالوحدانية ولوازمها من كل كمال، والتنزيه عن كل نقص. قوله: ﴿ ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً ﴾ أي صفة وشكلاً تقيسون عليه. قوله: (كانئاً) ﴿ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ مِّنْ ﴾ ابتدائية متعلقة بمحذوف صفة لمثلاً. قوله: ﴿ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ ﴾ الخ.
﴿ هَلْ ﴾ حرف استفهام، و ﴿ لَّكُمْ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ شُرَكَآءَ ﴾ مبتدأ مؤخر، و ﴿ مِّن ﴾ زائدة، و ﴿ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ حال من ﴿ شُرَكَآءَ ﴾ لكونه نعت نكرة قدم عليها، و ﴿ مِّن ﴾ تبعيضية فتحصل أن ﴿ مِّن ﴾ الأولى ابتدائية، والثانية تبعيضية، والثالثة زائدة. قوله: ﴿ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ أي ملكناكم، وأشار بذلك إلى أن الرزق حقيقة لله تعالى، وإيضاح هذا المثل أن يقال: إذا لم يصح أن تكون مماليككم شركاء فيما بأيديكم من رزق الله، فلا يصح بالأولى جعل بعض مماليك الله شركاء فيما هو له حقيقة. قوله: ﴿ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ ﴾ أي مستوون معهم في التصرف على حكم عادة الشركاء. قوله: ﴿ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ﴾ من جملة المنفي، فهو مرتب عليه، فالمراد نفي الثلاثة الشركة والاستواء مع العبيد وخوفهم كخوف أنفسكم، والمعنى أنتم تنفون عنهم تلك الأوصاف الثلاثة، من أجل كونهم مماليك لكم، فكيف تثبتون تلك الأوصاف لبعض مماليك الله؟ قوله: (بمعنى النفي) أي فهو استفهام إنكاري. قوله: ﴿ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ أي فهذا المثل إنما ينفع العاقل الذي يتدبر الأمور. قوله: ﴿ بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ ﴾ الخ، إضراب عما ذكر أولاً، إشارة إلى أنهم لا حجة لهم في الإشراك، ولا دليل لهم سوى اتباع هواهم. قوله: (هادي له) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي.


الصفحة التالية
Icon