قوله: (أي القفار) بكسر القاف جميع قفر وهي الأرض التي لا ماء بها ولا نبات، وأما القفار بفتح القاف فهو الخبز الذي لا آدم معه. قوله: (بقحط المطر) أي منعه من النزول. قوله: (أي البلاد التي على الأنهار) وقيل إن قلة المطر، كما تؤثر في البر تؤثر في البحر، فتخلوا أجواف الأصداف وتعمدوا دوابه، فإذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر، فما وقع فيها من السماء فهو لؤلؤ، وتكثر دواب البحر. قوله: ﴿ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ الباء سببية وما مصدرية أي بسبب كسبهم. قوله: (من العاصي) أي ومبدؤها قتل قابيل هابيل، لأن الأرض كانت قبل ذلك نضرة مثمرة، لا يأتي ابن آدم شجرة إلى وجد عليها الثمر، وكان البحر عذباً، وكان الأسد لا يصول على الغنم ونحوها، فلما قتله اقشعرت الأرض، ونبت الشوك في الأشجار، وصار ماء البحر ملحاً، وتسلطت الحيوانات بعضها على بعض. قوله: ﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ ﴾ اللام للعاقبة والصيرورة متعلق بقوله: ﴿ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ ﴾ الخ، وهذا فيمن أظهر الفساد وتكبر وتجبر وكفر، وإلا فالمصائب للصالحين رفع درجات، ولعصاة المؤمنين تكفير سيئات. قوله: (أي عقوبته) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله: ﴿ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ ﴾ أي وهي الدمار والهلاك إن لم يتوبوا، وكذلك يحل بكفار مكة إن لم يتوبوا، قال تعالى:﴿ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾[يونس: ١٣].
قوله: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ ﴾ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد هو وأمته، والمعنى ابذل همتك في دين الإسلام واشتغل به ولا تحزن عليهم. قوله: ﴿ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ ﴾ أي وأما بعد مجيئه فلا ينفع العامل عمله، بل كل إنسان يلقى جزاء ما عمله قبل ذلك، قال تعالى:﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾[عبس: ٣٨-٤١].
قوله: ﴿ مِنَ ٱللَّهِ ﴾ متعلق بيأتي. قوله: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ﴾ التنوين عوض عن جملة أي يوم إذ يأتي هذا اليوم. قوله: (فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد) أي فأصله يتصدعون، أبدلت التاء صاداً وأدغمت في الصاد. قوله: (يتفرقون بعد الحساب) أي عند سماع قوله تعالى:﴿ وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ ﴾[يس: ٥٩].
قوله: (وبال كفره) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله: (يوطئون منازلهم) أي فالأعمال الصالحة في الدنيا بها تهيؤ المنازل في الجنة. قوله: (متعلق بيصدعون) أي والتقدير يتفرقون ليجزي الذين آمنوا من فضله، والذين كفروا بعدله. قوله: ﴿ ٱلرِّيَاحَ ﴾ أي الشمال والصبا والجنوب، فإنها رياح الرحمة، وأما الدبور فهي ريح العذاب، يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:" اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً ". قوله: ﴿ وَلِيُذِيقَكُمْ ﴾ عطف على ﴿ مُبَشِّرَاتٍ ﴾ كأنه قال: لتبشركم وليذيقكم. قوله: ﴿ مِّن رَّحْمَتِهِ ﴾ ﴿ مِّن ﴾ تبعيضية أي بعض رحمته. قوله: (يا أهل مكة) خصهم لأنهم سبب نزول الآية، وأما فالعبرة بعموم اللفظ.