قوله: ﴿ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ﴾ إلخ، رجوع لما سبق من خطاب المشركين والرد عليهم. قوله: (يا مخاطبين) القياس بالواو لأنه منادى مفرد، وهو مبني على ما يرفع به، إلا أن يقال: إنه نكرة غير مقصودة فهو منصوب. قوله: ﴿ نِعَمَهُ ﴾ إما بالجمع فظاهرة وباطنة حالان، أو الإفراد بتاء التأنيث نكر فهما نعتان لها، وهما قراءتان سبعيتان. قوله: (هي حسن الصورة) إلخ، وقيل الظاهرة نعمة الدنيا، والباطنة نعمة العقبى، وقيل الظاهرة ما ترى الأبصار، كالمال والجاه والجمال في الناس، والباطنة ما يجده الإنسان في نفسه من حسن اليقين والعلم بالله تعالى، وكل صحيح. قوله: (وتسوية الأعضاء) أي تناسبها. قوله: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ ﴾ نزلت في النضر بن الحارث وأبي بن خلف ومن حذا حذوهما، كانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم في الله وصفاته من غير علم. قوله: ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ أي بالجهل وعدم المعرفة. قوله: ﴿ وَلاَ هُدًى ﴾ أي مع رسول جاءهم به. قوله: ﴿ وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴾ أي نير واضح الدلالة. قوله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ﴾ الجمع باعتبار المعنى. قوله: ﴿ أَ ﴾ (يتبعونه) أشار بذلك إلى أن الشرط للحال والتقدير أيتبعونه، والحال أن الشيطان يدعوهم إلى العذاب، وحينئذ فلا جواب للو. قوله: ﴿ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ أي يدعو آباءهم، لأن مدار إنكار الإتباع، كون الرؤساء تابعين للشيطان. قوله: (لا) أي لا يليق منهم ذلك. قوله: (أي يقبل طاعته) أشار بذلك إلى أن المراد بالوجه الذات، والمعنى من يبذل ذاته في طاعة ربه، والحال أنه موحد، فقد استمسك إلخ، وهذا هو حقيقة الشكر، فالإقبال على الله ظاهراً وباطناً، موجب للأمن من عذاب الله، ومن زوال تلك النعمة، وهذه الآية معنى قوله تعالى:﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ﴾[الأنعام: ٨٢].
قوله: (موحد) إنما فسره بذلك ليشمل الإسلام في حق العامة وهو التوحيد، وإلا فالإحسان الكامل أن تعبد الله كأنك تراه. قوله: (بالطرف الأوثق) أي الموصل إلى الله بلا انقطاع، فقد مثل المؤمن المتمسك بطاعة الله، بمن أراد أن يرقى إلى شاهق جبل، فتمسك بأوثق حبل، فهو تشبيه تمثيلي بذكر طرفي التشبيه. قوله: (مرجعها) أي فيجازي عليها. قوله: ﴿ وَمَن كَفَرَ ﴾ إلخ، هذا مقابل الفريق الأول، قوله: ﴿ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ ﴾ بفتح الياء وضم الزاي، وبضم الياء وكسر الزاي قراءتان سبعيتان، أي فتسل ولا تغتم على ذلك. قوله: ﴿ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ ﴾ أي نخبرهم بأعمالهم التي عملوها في الدنيا، كما أن المؤمن إذا نعم في الدنيا بأنواع النعم، فليس ذلك جزاء لأعماله الصالحة. قوله: (لا يجدون عنها محيصاً) أي ملجأ.


الصفحة التالية
Icon