قوله: ﴿ وَلَوْ تَرَىٰ ﴾ الخطاب لكل أحد ممن يصلح. قوله: ﴿ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ ﴾ أي خافضوها قوله: ﴿ وَسَمِعْنَا ﴾ (منك تصديق الرسل) أي فيما أخبرونا له من الوعد والوعيد. قوله: ﴿ إِنَّا مُوقِنُونَ ﴾ (الآن) أي آمنا في الحال، ويحتمل أن المعنى لم يقع منا الشرك كقولهم: والله ربنا ما كنا مشركين. قوله: (لرأيت أمراً فظيعاً) أي شنيعاً عجيباً. قوله: ﴿ هُدَاهَا ﴾ أي إيمانها. والمعنى لو أردنا خلق كل نفس على الإيمان والطاعة لفعلنا ذلك. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي ﴾ أي ثبت وتقرر وعيدي. قوله: ﴿ مِنَ ٱلْجِنَّةِ ﴾ قدمهم لأن دخول الجن النار أكثر من الإنس. قوله: (أي بترككم الإيمان) أشار بذلك إلى أن المراد بالنسيان الترك. قوله: ﴿ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ ﴾ كرره لبيان مفعول ذوقوا الأول. قوله: ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ أي بسب عملكم. قوله: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا ﴾ إلخ، هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم على بقاء من كفر على كفره، كأن الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم، لا تحزن فإن أهل الإيمان مجبولون على الاتعاظ بالقرآن، وأهل الكفر مجبولون على عدم الاتعاظ به، فالخلق فريقان في علم الله. قوله: (القرآن) استشكل ظاهر تلك الآية، بأنه يقتضي مدح كل من سمع القرآن واتعظ به، ويسجد له وإن لم يكن له موضع سجود. وأجيب: بأن السنة بينت مواضع السجود في القرآن، فمدح المتعظين بالقرآن، في كل آية الساجدين في مواضع السجود. قوله: ﴿ خَرُّواْ سُجَّداً ﴾ أي على وجوههم تعظيماً لآياته وامتثالاً لأمره، وخص السجود بالذكر، لأنه غاية الذل والخضوع، وهو لا يكون إلا الله، وفعله لغيره كفر، لأنه روح الصلاة وأعظم أركانها، ولأنه يقرب العبد من الله تعالى لما في الحديث:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "قوله: (متلبسين) ﴿ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ﴾ أي جمعوا في سجودهم، بين التنزيه والحمد، فالتنزيه حاصل بوضع الأعضاء على الأرض، ويقولهم سبحان الله والحمد لله حاصل بقولهم وبحمده، فالسجود يطلب فيه التسبيح والتحميد، ويطلب فيه أيضاً الدعاء، وما ورد فيما يقال في سجدات القرآن: اللهم اكتب لي بها أجرا، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود عليه السلام. قوله: ﴿ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ أي لا يستكبرون ولا يأنفون.


الصفحة التالية
Icon