قوله: ﴿ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ ﴾ لم يقل وعملوا السيئات، إشارة إلى مجرد الكفر كاف في الخلود في النار، فلا التفات إلى الأعمال معه، وأما العمل الصالح، فله مع الإيمان تأثير، فلذا قرنه به. قوله: ﴿ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ ﴾ أي مسكنهم ومنزلهم. قوله: ﴿ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ ﴾ إلخ، بيان لكون النار مأواهم. روي أن النار تضربهم فيرتفعون إلى طبقاتها، حتى إذا قربوا من بابها، وأرادوا أن يخرجوا منها، يضربهم لهبها فيهوون إلى قعرها، وهكذا يفعل بهم أبداً. قوله: ﴿ وَقِيلَ لَهُمْ ﴾ عطف على ﴿ أُعِيدُواْ ﴾ والقائل لهم الخزنة. قوله: ﴿ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ صفة لعذاب، وعبر هنا بالتذكير، نظراً للمضاف وهو العذاب، وفي سبأ بالتأنيث، نظراً إلى المضاف إليه وهو النار. قوله: (والجدب سنين) أي بمكة سبع سنين، حتى أكلوا فيها الجيف والعظام والكلاب. قوله: (أي من بقي منهم) أي بعد القحط وبعد يوم بدر، والترجي في القرآن بمنزلة التحقيق، وقد تحقق ذلك عند الفتح. قوله: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ ﴾ إلخ، هذا بيان إجمالي لحال المكذب أثر بيانه تفصيلاً. قوله: ﴿ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ ﴾ أي ترك الإيمان بها. قوله: (أي لا أحد) إلخ، أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري. قوله: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ ﴾ الحكمة في ذكر موسى. قربه من النبي ووجود من كان على دينه، لتقوم الحجة عليهم. قوله: (وقد التقيا ليلة الإسراء) أي في الأرض عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره، وفي السماء السادسة، كما ورد بذلك الحديث، وفي كلامه إشارة إلى أن الضمير في لقائه عائد على موسى، والمصدر مضاف لمفعوله، أي من لقائك موسى ليلة الإسراء، وهو أقوى الاحتمالات في هذا الموضع. قوله: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً ﴾ أي وهم الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل، أو اتباع الأنبياء. قوله: (وابدال الثانية ياء) تقدم أنها سبعي، لكن من طريقة الطيبة، لا من طريق الشاطبية. قوله: ﴿ لَمَّا صَبَرُواْ ﴾ تحملوا المشاق، فالصبر عواقبه خير كما قيل: الصبر كالصبر مر في مذاقته   لكن عواقبه أحلى من العسلوالمعنى جعلنا منهم أئمة حق صبرهم. قوله: ﴿ وَكَانُواْ ﴾ عطف على ﴿ صَبَرُواْ ﴾.
قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً، وخرجت على جعل اللام للتعليل وما مصدرية، أي جعلناهم أئمة لأجل صبرهم. قوله: (بينهم) أي المؤمنين والمشركين، أو بين الأنبياء وأممهم.


الصفحة التالية
Icon