قوله: ﴿ وَبِٱلزُّبُرِ ﴾ اسم لكل ما يكتب. قوله: (كصحف إبراهيم) أي وهي ثلاثون، وكصحف موسى قبل التوراة وهي عشرة، وكصحف شيث وهي ستون، فجملة الصحف مائة، تضم لها الكتب الأربعة، فجملة الكتب السماوية مائة وأربعة. قوله: (فاصبروا كما صبروا) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف. قوله: (أي هو واقع موقعه) أشار بذلك إلى أن الاستفهام تقريري. قوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ خطاب لمن تتأتى منه الرؤية، وهو كلام مستأنف، سيق لبيان باهر قدرته تعالى وكمال حكمته. قوله: (فيه التفات) أي وحكمته أن المنة في الإخراج، أبلغ من إنزال الماء، ولما في الإخراج من الصنع البديع الدال على كمال قدرته الإلهية. قوله: ﴿ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا ﴾ أي في أصل اللون، كالأخضر والأصفر والأحمر، وفي شدة اللون الواحد وضعفه. قوله: ﴿ وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ ﴾ قرأ العام بضم الجيم وفتح الدال، جمع جدة وهي الطريق، وقرئ شذوذاً بضم الجيم والدال جمع جديدة، وبفتحهما. قوله: ﴿ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا ﴾ مختلف صفة لجدود، و ﴿ أَلْوَانُهَا ﴾ فاعل به، و ﴿ مُّخْتَلِفٌ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ أَلْوَانُهَا ﴾ مبتدأ مؤخر، والجملة صفة لجدد. قوله: ﴿ وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ الغربيب تأكيد للأسود، كالقاني تأكيد للأحمر، وإنما قدمه عليه للمبالغة. قوله: (يقال كثيراً) أي بتقديم الموصوف على الصفة، وهذا هو الأصل، وقوله: (وقليلاً) أي بتقديم الصفة على الموصوف، وهذا خلاف الأصل، ويرتكب للمبالغة. قوله: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ ﴾ خبر مقدم، وقوله: ﴿ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ﴾ صفة لموصوف محذوف هو المبتدأ، أي صنف مختلف ألوانه من الناس، وقوله: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ صفة لمصدر محذوف، أي اختلافاً كذلك. قوله: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ ﴾ أي أن خشية الله، شرطها العلم والمعرفة به، فمن اشتدت معرفته لربه، كان أخشاهم له، ولذا ورد في الحديث:" أنا أخشاكم لله وأتقاكم له "وقرئ شذوذاً برفع الجلالة ونصب العلماء، والمعنى إنما يعظم الله من العباد العلماء، وإنما كان كذلك، لكونهم أعرف الناس بربهم وأتقاهم له، فالواجب على الناس تعظيمهم واحترامهم، اقتداء بالله تعالى، فإن الله أخبر أنه يعظمهم ويجلهم. قوله: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ تعليل لوجوب الخشية كأن قيل: يجب على كل إنسان، أن يخشى الله تعالى، لأنه عزيز قاهر لما سواه، غفور للمذنبين.