قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ ﴾ أي يقرؤونه على طهارة أو لا، على ظهر قلب أو في المصحف، وفضل الله واسع. قوله: (زكاة أو غيرها) لف ونشر مشوش، وهو تحضيض على الإنفاق كيفما تيسر. قوله: ﴿ يَرْجُونَ تِجَارَةً ﴾ خبر ﴿ إِنَّ ﴾ أي يرجون ثواب تجارة. قوله: ﴿ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ﴾ اللام للعاقبة والصيرورة. قوله: ﴿ شَكُورٌ ﴾ أي يثيبهم على طاعتهم. ﴿ مِنَ ٱلْكِتَابِ ﴾ ﴿ مِنَ ﴾ لبيان الجنس أو للتبعيض. قوله: ﴿ هُوَ ٱلْحَقُّ ﴾ هو إما ضمير فصل أو مبتدأ، و ﴿ ٱلْحَقُّ ﴾ خبر، والجملة خبر ﴿ وَٱلَّذِيۤ ﴾ و ﴿ مُصَدِّقاً ﴾ حال مؤكدة. قوله: (عالم بالبواطن والظواهر) لف ونشر مرتب. قوله: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا ﴾ أتى بثم إشارة لبعد رتبتهم عن رتبة غيرهم من الأمة. قوله: (أعطينا) أشار بذلك إلى أن المراد بالتوريث الإعطاء، ووجه تسميته ميراثاً، أن الميراث يحصل للوارث بلا تعب ولا نصب، وكذلك إعطاء الكتاب حاصل بلا تعب ولا نصب، قوله: ﴿ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ بيان للمصطفين. قوله: (وهم أمتك) أي أمة الإجابة، سواء حفظوه كلاً أو بعضاً، أو لا، وإلا فليس المراد بإعطاء الكتاب حفظه، بل الاهتداء بهديه والاقتداء به. قوله: ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ﴾ إلخ، أي من غلبت سيئاته على حسناته، والمقتصد من غلبت حسناته على سيئاته، والسابق من لا تقع منه سيئة أصلاً، ولذا ورد في الحديث في تفسير هذه الآية: " سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له ". وقيل: الظالم هو راجح السيئات، والمقتصد هو الذي تساوت سيئاته وحسناته، والسابق هو الذي رجحت حسناته، وقيل الظالم على من بعده، ليقوى رجاؤه في ربه، ولئلا يعجب الطائع بعمله فيهلك، وهذا على حد ما قيل في قوله تعالى:﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ ﴾[البقرة: ٢٢٢].
قوله: ﴿ بِإِذُنِ ٱللَّهِ ﴾ متعلق بقوله سابق، وإنما خص مع أن الكل بإذن الله، تنبيهاً على عزة هذه المرتبة، فأضيفت لله.