قوله: ﴿ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا ﴾.
أي يصيحون فيها. قوله: (وعويل) العويل رفع الصوت بالبكاء. قوله: (يقولون) قدره إشارة إلى أن قوله: ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا ﴾ إلخ. مقول لقول محذوف معطوف على قوله: ﴿ يَصْطَرِخُونَ ﴾.
قوله: (منها) قدره هنا لدلالة الآية الأخرى عليه. قوله: ﴿ صَالِحاً ﴾ صفة لموصوف محذوف تقديره عملاً صالحاً. قوله: (فيقال لهم) أي على سبيل التوبيخ والتبكيت. قوله: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ﴾ الهمزة داخلة على محذوف تقديره: أتعتذرون وتقولون ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا ﴾ إلخ، ولم نؤخركم ونمهلكم ونعطكم عمراً، يتمكن فيه مريد التذكر والتفكر قوله: ﴿ مَّا يَتَذَكَّرُ ﴾ ﴿ مَّا ﴾ نكرة موصوفة بمعنى وقت، ولذا قدره المفسر. قوله: ﴿ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ ﴾ عطف على معنى الجملة الاستفهامية، كأنه قال: قروا بأننا عمرناكم وجاءكم النذير. قوله: (الرسول) أي رسول كان، لأن هذا الكلام مع عموم الكفار، من أول الزمان لآخره. قوله: ﴿ فَذُوقُواْ ﴾ مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله: (فما أجبتم) فاندفع ما يقال: إن ظاهر الآية، ربما يوهم أن إذاقتهم العذاب، مرتبة على مجيء الرسول، مع أنه ليس كذلك. قوله: ﴿ مِن نَّصِيرٍ ﴾ ﴿ مِن ﴾ زائدة و ﴿ نَّصِيرٍ ﴾ مبتدأ خبره الجار والمجرور قبله. قوله: ﴿ غَيْبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ أي ما غاب عنا فيهما. قوله: ﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ تعليل لما قبله، كأن قيل: إذا علم ما خفي في الصدور، كأن أعلم بغيرها، من باب أولى، وقوله: (بالنظر إلى حال الناس) جواب عما يقال: علم الله لا تفاوت فيه، بل جميع الأشياء مستوية في علمه، لا فرق بين ما خفي منها على الخالق، وما ظهر لهم، فأجاب بما ذكر، أي أن الأولوية من حيث عادة الناس الجارية، أن من علم الخفي، يعلم الظاهر بالأولى. قوله: ﴿ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ أي رعاة مسؤولين عن رعاياكم، من أنفسكم وأزواجكم وأولادكم وخدمكم، فكل إنسان خليفة في الأرض وهو راع، وكل راع مسؤول عم رعيته. قوله: (جمع خليفة) كذا في بعض النسخ بالتاء، وفي بعض النسخ بلا تاء، والأولى أولى، لأن خليفاً جمعه خلفاء، وأما خليفة فجمعه خلائف. قوله: (أي وبال كفره) أي فلا يضر إلا نفسه. قوله: ﴿ وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ ﴾، بيان لوبال كفرهم وعاقبته.


الصفحة التالية
Icon