قوله: ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ ﴾ رجوع للكلام مع الكفار المعترفين بوجوده تعالى قوله: (أي ما ينتظرون) هذا مجازاة لأول كلامهم، لأن شأن من يسأل عن الشيء، أن يكون معترفاً بوجوده، وإلا فهم جازمون بعدمها. قوله: (الأولى) أي وهي التي يموت عندها من كان موجوداً على وجه الأرض. قوله: (نقلت حركة التاء إلى الخاء) أي بتمامها أو بعضها، فهما قراءتان. قوله: (وأدغمت) أي بعد قلبها صاداً، وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها بتحريم الخاء، وقوله: (وفي قراءة) إلخ، تلخص من كلامه أن القراءات هنا ثلاث، وبقي رابعة وهي فتح الياء وكسر الخاء وكسر الصاد ساكنة، فالتقت ساكنة مع الخاء، فحركت الخاء ليست حركة نقل، وإنما هي لما حذفت حركة التاء صارت ساكنة، فالتقت ساكنة مع الخاء، فحركت الخاء بالكسر على أصل التخلص من التقاء الساكنين، وكل تلك العبارات سبعية. قوله: (أي وهم في غفلة عنها) أشار بهذا، إلى أن المراد من الاختصام لازمه، وهو الغفلة التي ينشأ عنها الاختصام وغيره، وفي الحديث: " لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوباً بينهما، فلا يتابعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمها " أخرجه البخاري. قوله: (أي يخصم بعضهم بعضاً) بيان لحاصل المعنى، والمفعول محذوف على القراءة الأخيرة. قوله: (أن يوصوا) أي على أولادهم وأموالهم. قوله: ﴿ وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾ معطوف على ﴿ يَسْتَطِيعُونَ ﴾.
قوله: (وبين النفختين أربعون سنة) هذا هو الصحيح، وقيل: أربعون يوماً، وقيل: غير ذلك. قوله: (أي المقبورون) أي من شأنه أن يقبر، وقبر كل ميت بحسبه، فيشمل من أكلته السباع ونحوه. قوله: ﴿ مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ ﴾ جمع جدث كفرس وأفراس، وقرئ شذوذاً الأجواف بالفاء، وهي لغة الأجداث. قوله: (يخرجون بسرعة) أي يسرعون في مشيتهم قهراً ولا اختياراً. قوله: (أي الكفار) أي لا كل الخلائق، إذ المؤمنون يفرحون بالقيامة، ليذهبوا للنعيم الدائم، ورؤية وجه الله الكريم. قوله: (للتنبيه) دفع بذلك ما يقال: إن النداء مختص بالعقلاء، فكيف ينادى الويل وهو لا يعقل فأجاب: بأن ﴿ يَا ﴾ للتنبيه، والمعنى: تنبهوا فإن الويل قد حضر.