قوله: ﴿ أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي ﴾ الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه، تقديره: أليس الذي أنشأها أول مرة، وليس الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً، وليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر؟ قوله: (أي الأناسي) تفسير للضمير. قوله: ﴿ بَلَىٰ ﴾ جواب تقرير النفي، وهو صادر منه تعالى، إشارة إلى تعيينه قالوا أولاً. قوله: ﴿ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ ﴾ عطف على مقدر تقديره بل هو قادر وهو الخلاق العليم. قوله: ﴿ أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ في الكلام استعارة تمثيلية، وتقريرها أن يقال: شبه سرعة تأثير قدرته ونفاذها فيما يريده، بأمر المطاع للمطيع، في حصول المأمور به، من غير امتناع ولا توقف، وحينئذ فمعنى أن يقول له كن، أن تتعلق به قدرته تعلقاً تنجيزياً. قوله: ﴿ فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي ﴾ إلخ، أي تنزيهه عما يليق به. قوله: ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ قرأ العامة ببنائه للمفعول، وقرئ شذوذاً ببنائه للفاعل. تتمة: تقدم في فضل يس أنها قلب القرآن، ووجه ذلك: أنها اشتملت على الوحدانية والرسالة والحشر، والإيمان بذلك متعلق بالقلب، فلذلك سميت قلباً، ومن هنا أمر بقراءتها عند المحتضر وعلى الميت، ليكون القلب قد أقبل على الله تعالى، ورجع عما سواه، فيقرأ عنده ما يزداد به قوة ويقيناً.


الصفحة التالية
Icon