قوله: ﴿ قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ﴾ إلخ، أجابوا بأجوبة خمسة آخرها ﴿ فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ﴾ والمعنى إنكم لم تتصفوا بالإيمان في حال من الأحوال. قوله: (إن لو كنتم مؤمنين) أي إن لو اتصفتم بالإيمان. قوله: (فرجعتم عن الإيمان إلينا) أي بإضلالنا وإغوائنا، كأنهم قالوا لهم: إن من آمن لا يطيعنا لثبات الإيمان في قلبه، فلو حصل منكم الإيمان لما أطعتمونا. قوله: ﴿ قَوْلُ رَبِّنَآ ﴾ أي وعيده، ومفعول القول محذوف قدره بقوله: (لأملأن جهنم) إلخ. قوله: ﴿ إِنَّا لَذَآئِقُونَ ﴾ إخبار منهم عن جميع الرؤساء والأتباع بإذاقة العذاب. قوله: ﴿ فَأَغْوَيْنَاكُمْ ﴾ أي تسببنا لكم في الغواية من غير إكراه، فلا ينافي ما قبله. قوله: ﴿ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ﴾ أي فأحببنا لكم ما قام بأنفسنا، لأن من كان متصفاً بصفة شنيعة، يجب أن يتصف بها غيره، لتهون المصيبة عليه. قوله: (يوم القيامة) أي حين التحاور والتخاصم. قوله: (كما يفعل بهؤلاء) أي عبدة الأصنام، وقوله: (غير هؤلاء) أي كالنصارى واليهود. قوله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ ﴾ إلخ، أي عبدة الأصنام، وسبب ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي طالب عند موته، وقريش مجتمعون عنده فقال: قولوا لا إله إلا الله، تملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فأبوا وأنفوا من ذلك وقالوا: ﴿ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا ﴾ إلخ. قوله: ﴿ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ أي يتكبرون عن قولها، وعن من يدعوهم إليها. قوله: (في همزتيه ما تقدم) أي من التحقيق فيهما، وتسهيل الثانية، بألف ودونها، فالقراءات أربع. قوله: ﴿ لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا ﴾ من اضافة الفاعل لمفعوله، أي لتاركون آلهتنا، والمعنى لتاركون عبادتها.


الصفحة التالية
Icon