قوله: ﴿ بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ ﴾ إلخ، رد عليهم بأن ما جاء به من التوحيد حق، موافق فيه المرسلين قبله. قوله: (فيه التفات) أي من الغيبة إلى الخطاب، زيادة في التقبيح عليهم. قوله: ﴿ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ أي فالشر يكون جزتءه بقدره، بخلاف الخير، فجزاؤه بأضعاف مضاعفة. قوله: (استثناء منقطع) أي من الواو في ﴿ تُجْزَوْنَ ﴾.
قوله: ﴿ أُوْلَئِكَ ﴾ أي عباد الله المخلصين. قوله: (إلى آخره) أي وهو قوله:﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾[الصافات: ٤٩].
قوله: ﴿ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ ﴾ أي أوقاته وصفاته، فلا ينافي آية﴿ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾[غافر: ٤٠] فإن المراد غير معلوم المقدار. قوله: (بدل) أي كل من كل، لأن جميع ما يؤكل في الجنة، إنما هو على سبيل التفكه والتلذذ، فلا فرق بين الرزق والفواكه. قوله: (لا لحفظ صحة) المناسب أن يقول: لا لحفظ بنية، قوله: (بخلق أجسادهم للأبد) أي فهم يدومون بدوام الله، لا يفنون أبداً. قوله: ﴿ وَهُم مُّكْرَمُونَ ﴾ أي معظمون مبجلون بالتحية وبالكلام اللين. قوله: ﴿ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ إما متعلق بمكرمون، أو خبر ثان، أو حال. قوله: ﴿ عَلَىٰ سُرُرٍ ﴾ قال ابن عباس: على سرر مكللة بالدر والياقوت والزبرجد، والسرير ما بين صنعاء إلى الجابية، وما بين عدن إلى إيليا. قوله: ﴿ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ أي تواصلاً وتحابياً، وقيل: الأسرة تدور كيف شاؤوا، فلا يرى أحداً قفا أحد. قوله: ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ ﴾ أي والطائف الولدان كما في آية﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ﴾[الواقعة: ١٧-١٨] (هو الإناء بشرابه) أي فإن لم يكن فيه شراب، فإنه يسمى قدحاً، ويطلق الكأس على الخمر نفسه، من باب تسمية الشيء باسم محله. قوله: ﴿ مِّن مَّعِينٍ ﴾ أي ظاهر العيون، أو خارج من العيون، فعلى الأول اسم مفعول كمبيع، وعلى الثاني اسم فاعل من عان بمعنى نبع، وصف به خمر الجنة، لأنه يجري كالماء النابع. قوله: ﴿ بَيْضَآءَ ﴾ إما صفة لكأس أو للخمر. قوله: ﴿ لَذَّةٍ ﴾ إما صفة مشبهة، كصعب وسهل، فتكون مشتقة، فالوصف بها ظاهر، أو مصدر فالوصف بها مبالغة، أو على حذف مضاف أي ذات لذة قوله: (ما يغتال عقولهم) أي يفسدها، وقيل: الغول صداع في الرأس، وعليه فيكون ما بعده تأسيساً. قوله: ﴿ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ ﴾ عن سببية، أي ولا هم ينزفون بسببها. قوله: (بفتح الزاي) أي مع ضم الياء، فهو مبني للمفعول، وقوله: (وكسرها) أي مع ضم الياء أيضاً، فهو مبني للفاعل وقراءتان سبعيتان، وقرئ شذوذاً بالفتح والكسر وبالفتح والضم. قوله: (من نزف الشارب) إلخ، أي فهو مأخوذ من الثلاثي والرباعي، والقراءتان السبعيتان على مقتضى أخذه من الرباعي فتدبر.


الصفحة التالية
Icon