قوله: ﴿ لِمِثْلِ هَـٰذَا ﴾ أي لا للحظوظ الدنيوية الفانية التي تزول ولا تبقى. قوله: ﴿ فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ ﴾ أي ليجتهد المجتهدون في الأعمال الصالحة، فإن جزاءها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فإذا كان كذلك، فلو أفنى الإنسان عمره في خدمة ربه، ولم يشتغل بشيء سواها، لكان ذلك قليلاً بالنسبة لما يلقاه من النعيم الدائم، جعلنا الله من أهله بمنه وكرمه. قوله: (قيل يقال لهم ذلك) أي ما ذكر من الجملتين من قبل الله تعالى، وقوله: (وقيل هم يقولونه) أي يقول بعضهم لبعض، ويبعد كلاً من الاحتمالين. قوله: ﴿ فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ ﴾ فإن العمل والترغيب فيه، إنما يكون في الدنيا، فالأولى أنه جملة مستأنفة من كلام الله تعالى، ترغيباً للمكلفين في عمل الطاعات. قوله: ﴿ أَذَلِكَ ﴾ معمول لمحذوف تقديره: قل يا محمد لقومك، على سبيل التوبيخ والتبكيت ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ إلخ. قوله: (المذكور لهم) أي لأهل الجنة من قوله:﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ ﴾[الصافات: ٤١] إلخ، قوله: ﴿ نُّزُلاً ﴾ تمييز لخير، وقوله: ﴿ أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ ﴾ حرف عطف، و ﴿ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ ﴾ معطوف على اسم الإشارة، وهو مبتدأ حذف خبره لدلالة ما قبله عليه، والتقدير أم شجرة الزقوم خير نزلاً. والتعبير بخير، و ﴿ نُّزُلاً ﴾ تهكم بهم وللمشاكلة. قوله: ﴿ أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ ﴾ من التزقم، وهو البلع بشدة وإكراه للأشياء الكريهة، سميت بذلك، لأم أهل النار يكرهون على الأكل منها، وهي شجرة مسمومة، متى مست جسد أحد تورم فمات، وهي خبيثة مرة كريهة الطعم. قوله: (وهي من أخبث الشجر) أي وهي صغيرة الورق منتنة. قوله: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهَا ﴾ أي بسبب إخبار الله تعالى بذلك. قوله: ﴿ فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴾ أي امتحاناً واختباراً، هل يصدقون أم لا؟ قوله: (إذ قالوا النار تحرق الشجر فكيف تنبته) أي ولم يعلموا أن القادر لا يعجزه شيء. قوله: ﴿ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ ﴾ أي تنبت في أسفلها. قوله: (إلى دركاتها) أي منازلها، وذلك نظير شجرة طوبى لأهل الجنة، فإن أصلها في عليين، وما من بيت في الجنة إلا وفيه غصن منها.


الصفحة التالية
Icon