قوله: ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ ﴾ إلخ، عطف على محذوف قدره بقوله: (فخرج) إلخ، والمعنى: لما خرج من النار سالماً، ولم يهتد من قومه أحد، هاجر وهو لوط ابن أخيه، وسارة زوجته إلى أرض الشام، وهو أول من هاجر من الخلق في طاعة الله، وقوله: ﴿ إِلَىٰ رَبِّي ﴾ أي إلى عبادة ربي وطاعته. قوله: ﴿ سَيَهْدِينِ ﴾ أي إلى ما فيه صلاح ديني وبلوغ مطالبي. قوله: (إلى حيث أمرني ربي) أي إلى مكان أمرني إلخ، وهذا متعلق بكل من ﴿ ذَاهِبٌ ﴾ ويهدين. قوله: (فلما وصل إلى الأرض المقدسة) قدره توطئة لقوله: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي ﴾ إلخ. قوله: ﴿ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ ﴾ أي بعض الصالحين، يكون خليفة لي ويرث حالي. قوله: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ ﴾ مرتب على محذوف تقديره فاستجبنا له فبشرناه، وتلك البشارة على لسان الملائكة الذين جاؤوا له في صورة أضياف، فبشروه بالغلام، ثم انتقلوا من قريته وهي فلسطين، إلى قرية لوط وهي سذوم، لإهلاك قومه، كما تقدم ذلك في سورة هود، ويأتي في الذاريات.