قوله: ﴿ إِذْ أَبَقَ ﴾ ظرف لمحذوف تقديره اذكر، كما تقدم نظيره، وقوله: أبق: بابه فتح، والإباق في الأصل: الهروب من السيد، وإطلاقه على هروب يونس، استعارة تصريحية، فشبه خروجه بغير إذن ربه، بإباق العبد من سيده. قوله: (حين غاضب قومه) المفاعلة على بابها، لأنهم غاضبوه بعدم الانقياد له والإيمان به، وهو غضب عليهم. قوله: (فركب السفينة) أي باجتهاد منه، لظنه أنه إن بقي بينهم قتلوه، لأنهم كانوا يقتلون كل من ظهر عليه كذب، فركوب السفينة ليس معصية لربه، لا صغيرة ولا كبيرة، ومؤاخذته بحبسه في بطن الحوت على مخالفته الأولى، فإن الأولى له انتظار الإذن من الله تعالى، هذا هو الصواب في تحقيق المقام، وهناك أقوال أخر، اعتقادها يضر في العقيدة، والعياذ بالله تعالى. قوله: (فوقفت) أي من غير سبب، وقوله: (في لجة البحر) المراد به الدجلة. قوله: (فقال الملاحون) إلخ، أي وكان من عادتهم أن السفينة إذا كان فيها آبق أو مذنب لم تسر. قوله: (قارع أهل السفينة) أي غالبهم، قبل مرة واحدة، وقيل ثلاثاً. قوله: (فألقوه في البحر) قدره إشارة إلى أن قوله: ﴿ فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ ﴾ مرتب على محذوف قوله: (أي آت بما لا يلام عليه) أي أو المعنى وهو مليم نفسه. قوله: (بقوله كثيراً) استفيدت الكثرة من جعله من المسبحين. قوله: (قبراً له) أي بأن يموت فيبقى في بطنه ميتاً، وقيل: بأن يبقى على حياته. قوله: ﴿ فَنَبَذْنَاهُ ﴾ أي أمرنا الحوت بنبذه فنبذه. قوله: ﴿ بِٱلْعَرَآءِ ﴾ أي بالأرض المتسعة التي لا نبات بها. قوله: (من يومه) أي فالتقمه ضحى ونبذه عشية، وما ذكره المفسر خمسة أقوال: الأول للشعبي، والثاني لمقاتل، والثالث لعطاء، والرابع للضحاك، والخامس للسدي. قوله: (الممعط) بضم الميم الأولى، وتشديد الثانية مفتوحة، بعدها عين مهملة، بعدها طاء مهملة أيضاً أي المنتوف الشعر. قوله: (وهي القرع) خص بذلك، لأنه بارد الظل، لين الملمس، كبير الورق، لا يعلوه الذباب، وما ذكره المفسر أحد أقوال في تفسير اليقطين، وقيل: كانت شجرة التين، وقيل: شجرة الموز، تغطى بورقه، واستظل بأغصانه، وأفطر على ثماره. قوله: (وعلة) إما بفتح الواو والعين، أو بكسر الواو وسكون العين، هي الغزالة. قوله: (كقبله) عما توهم أنه قبل خروجه لم يكن مرسلاً. قوله: (بنينوى) بكسر النون الأولى، وياء ساكنة، ونون مضمومة، وألف مقصورة بعد الواو.


الصفحة التالية
Icon