قوله: رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ (*) ﴿ رُدُّوهَا عَلَيَّ ﴾ الخطاب لأتباعه المتولين أمر الخيل، والضمير عائد على التي شغلته وهي التسعمائة، وأما المائة الأخرى فلم يذبحها، وما في أيدي الماس من الخيل الجياد فمن نسل تلك المائة. قوله: (أي ذبحها وقطع أرجلها) أي وكان مباحاً له، ولذا لم يعاتبه الله عليه، وهذا قول ابن عباس وأكثر المفسرين، وقيل: الضمير في قوله: ﴿ رُدُّوهَا ﴾ عائد على الشمس، والخطاب للملائكة الموكلين بها فردوها، فصلى العصر في وقتها، وقال الفخر الرازي: معنى قوله: ﴿ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ ﴾ أي يمسحها حقيقة بيده ليختبر عيوبها وأمراضها. لكونه كان أعلم بأحوال الخيل، وإشارة إلى أنه بلغ من التواضع، إلى أنه يباشر الأمور بنفسه، ولم يحصل منه ذبح ولا عقر، ولم تفوت عليه صلاة، ومعنى﴿ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ﴾[ص: ٣٢] أي لأجل طاعة ربي لا لهوى نفسي، ومعنى﴿ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ ﴾[ص: ٣٢] أي الخيل غابت عن بصره حين أمر بإجرائها ليختبرها للغزو فقال: ردّوها علي، فردوها، فصار يمسح في أعناقها وسوقها كما تقدم، وليس في الآية ما يدل على ثبوت ذبح ولا عقر ولا فوات صلاة ا. هـ بالمعنى.


الصفحة التالية
Icon