قوله: ﴿ وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ ﴾ فصل ذكره عن أبيه وأخيه، للإشعار بعراقته في الصبر الذي هو المقصود بذكر مناقبهم. قوله: ﴿ وَٱلْيَسَعَ ﴾ هو ابن أخطوب بن العجوز، استخلفه الياس على بني إسرائيل، قم نبأه الله عليهم كما تقدم. قوله: (اختلف في نبوته) روى الحاكم عن وهب، أن الله بعث بعد أيوب ابنه بشراً وسماه ذا الكفل، فهو بشر بن أيوب، اختلف في نبوته ولقبه، والصحيح أنه نبي، وسمي ذا الكفل، إما لما قاله المفسر، أو لأنه تكفل بصيام النهار وقيام الليل، وأن يقي بين الناس ولا يغضب، فوفى بما التزم، وتقدمت قصته في الأنبياء. قوله: (أي كلهم) أي المتقدمين من داود إلى هنا. قوله: ﴿ هَـٰذَا ذِكْرٌ ﴾ جملة من مبتدأ وخبر، قصد بها الفصل بين ما قبلها وما بعدها، فهي للانتقال من غرض إلى آخر، ففيها تخلص من قصة، وكذا يقال في قوله هذا: وإن للطاغين إلخ. قوله: ﴿ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ إلخ، شروع في بيان أجرهم الجزيل بعد ذكرهم الجميل. قوله: (الشاملين لهم) أي فالمتقين يشملهم وغيرهم. قوله: ﴿ مُّفَتَّحَةً ﴾ حال من جنات عدْن، والعامل فيها ما في المتقين من معنى الفعل، و ﴿ ٱلأَبْوَابُ ﴾ مرفوعة باسم المفعول، وأل عوض عن الضمير. قوله: ﴿ مُتَّكِئِينَ ﴾ حال من الهاء في لهم، والاقتصار على دعاء الفاكهة للإيذان بأن مطاعمهم لمحض التفكه والتلذذ دون التغذي، لأنه لا جوع فيها. قوله: (حابسين الأعين) أي لا ينظرن إلى غيرهم نظر شهوة وميل. قوله: (أسنانهن واحدة) أي فقد استوين في السن والجمال، وقيل: ﴿ أَتْرَابٌ ﴾ متآخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن ولا يتحاسدن، وكل صحيح. قوله: (لأجله) أي لأجل وقوعه فيه، فوقوعه وانجازه فيه علة للوعد به في الدنيا. قوله: ﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا ﴾ من كلام الله تعالى، والمعنى أن هذا أي ما ذكر من الجنات وأوصافها لرزقنا، أي لهو الرزق الذي نتفضل له على عبادنا ﴿ مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴾ أي انقطاع أبداً. قوله: (أي دائماً) إلخ، لف ونشر مرتب. قوله: ﴿ هَـٰذَا ﴾ مبتدأ حذف خبره قدره بقوله: (المذكور) وهو تخلص من مآل المتقين لمآل المجرمين، فهو بمنزلة أما بعد.