قوله: ﴿ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ ﴾ تفصيل لبعض أفعاله الدالة على انفراده بالألوهية، واتصافه بالصفات الجليلة. قوله: ﴿ يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ ﴾ من التكوير، وهو في الأصل اللف والليَّ، يقال كور العمامة على رأسه، أي لفها ولواها، ثم استعمل في الإدخال والإغشاء، فكان الليل يغشي النهار، والنهار يغشي الليل. قوله: (فيزيد) تقدم أن منتهى الزيادة أربع عشرة ساعة، ومنتهى النقص عشر ساعات، فالزيادة أربع ساعات، تارة تكون في الليل، وتارة تكون في النهار. قوله: (ليوم القيامة) أي ثم ينقطع جريانه لانتقال العالم من الدنيا، فإن تسخير الشمس والقمر، إنما كان في الدنيا لمصالح العالم، فلما انتقل العالم، فقد فرغت مصالحه. قوله: ﴿ أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ ﴾ إنما صدرت الجملة بحرف التنبيه، للدلالة على كمال الاعتناء بمضمونها، كأنه قال: تنبهوا يا عبادي، فإني الغالب على أمري، الستار لذنوب خلقي، فلا تشركوا بي شيئاً وأخلصوا عبادتكم لي.