قوله: ﴿ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ ﴾ إلخ، الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاطفة عليه، والتقدير: أكل الناس سواء؟ فمن شرح الله صدره إلخ، والاستفهام إنكاري، ومن اسم موصول مبتدأ خبره محذوف قدره المفسر بقوله: (طمن طبع) الخ، وهذه الآية مرتبة على قوله: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: ١٨] قوله: ﴿ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ﴾ أي نور المعرفة والاهتداء، وفي الحديث:" إذا دخل النور القلب انشرح وانفسخ، فقيل: ما علامة ذلك؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت قبل نزوله "قوله: (أي عن قبول القرآن) أشار بذلك إلى أن ﴿ مِّن ﴾ بمعنى عن، وفي الكلام مضاف محذوف، ويصح أن تبقى من على بابها للتعليل، أي قست قلوبهم من أجل ذكر الله، لفساد قلوبهم وخسرانها. ومن المعلوم المشاهد، أن الأطعمة الفاخرة، تكون له داء لبعض المرضى، ومن هنا قول بعض العارفين: ألا بذكر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصائر والقلوب.


الصفحة التالية
Icon