قوله: ﴿ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ ﴾ إلخ، سبب نزولها، أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل لهم بعض ملل، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا حديثاً حسناً، فنزلت. قوله: (في النظم) أي اللفظ، وقوله: (وغيره) أي المعنى كالبلاغة والدلالة على المنافع. قال البوصيري رضي الله عنه في هذا المعنى: ردت بلاغتها دعوى معارضها رد الغيور يد الجاني عن الحرمفما تعد ولا تحصى عجائبها ولا تسام من الإكثار بالسأمواعلم أنه في هذه الآية أثبت ان القرآن متشابه، وفي آية أخرى أثبت أنه محكم، وفي آية أخرى أن بعضه محكم وبعضه متشابه، ووجه الجمع بينها، أن المراد بالمتشابه في آية الاقتصار عليه، ما أشبه بعضه بعضاً في اللفظ، والمعنى من حيث البلاغة وحسن الترتيب، وبالمحكم في آية الاقتصار عليه، ما لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه، وبالمتشابه في آية الجمع ما خفي معناه، وبالمحكم ما ظهر معناه، وتقدم هذا الجمع. قوله: ﴿ مَّثَانِيَ ﴾ جمع مثنى من التثنية بمعنى التكرير، ووصف به المفرد وهو الكتاب، لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل تثنى وتكرر، نظير قولك: الإنسان عروق وعظام وأعصاب. قوله: (وغيرهما) أي كالقصص والأحكام. قوله: ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ ﴾ أي تنقبض وتتجمع من الخوف. قوله: (عند ذكر وعيده) أشار بهذا إلى أن ﴿ إِلَىٰ ﴾ بمعنى عند. قوله (تطمئن) أي تسكن وتستقر. قوله: (أي عند ذكر وعده) أشار إلى أن ﴿ إِلَىٰ ﴾ بمعنى عند، فالتضمين في الحرف وهو أحد وجهين، والآخر أنه ضمن ﴿ تَلِينُ ﴾ معنى تسكن، فعداه بإلى، والمفسر قد جمع بينهما. والحاصل: أن الله تعالى بين حال المؤمن عند سماع القرآن، ففي حالة ذكر الوعيد يغلب عليه الخوف فيتصاغر، وفي حال ذكر الوعد، يغلب عليه الرجاء، فيتسع صدره، وتطمئن نفسه، لأن الخوف والرجاء مصحوبان للعبد، كجناحي الطائر إن عدم أحدهما سقط. قوله: (أي الكتاب) أي الموصوف بتلك الصفات. قوله: ﴿ هُدَى ٱللَّهِ ﴾ أي سبب في الهدى أو بولغ فيه، حتى جعل نفس الهدى. قوله: ﴿ أَفَمَن يَتَّقِي ﴾ الهمزة داخل على محذوف، والفاء عاطفة عليه، والتقدير أكل الناس سواء فمن يتقي إلخ، ومن اسم موصول مبتدأ خبره محذوف، قدره المفسر بقوله كمن آمن منه. قوله: (مغلولة يداه) أي وفي عنقه صخرة من كبريت مثل الجبال العظيمة، فتشتعل النار فيها، وهي في عنقه، فحرها ووهجها على وجه، لا يطيق دفعها عنه للأغلال التي في ديه وعنقه. قوله: ﴿ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ﴾ التعبير بالماضي لتحقق الحصول. قوله: (أي كفار مكة) الأوضح أن يقول: أي الكفار من هذه الأمة. قوله: (أي جزاؤه) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله: ﴿ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ بيان لحال المكذبين قبلهم، وما حصل لهم في الدنيا من العذاب. قوله: (لا تخطر ببالهم) المراد بالجهة السبب، أي أتاهم العذاب بسبب لا يخطر ببالهم، كاللواط في قوم لوط مثلاً. قوله: ﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ أي يصدقون ويوقنون، وقوله: (ما كذبوا) جواب ﴿ لَوْ ﴾.
قوله: ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا ﴾ اللام موطئة لقسم محذوف، ومعنى ﴿ ضَرَبْنَا ﴾ بينا ووضحنا. قوله: (حال مؤكدة) أي لفظ قرآناً، وكما تسمى (مؤكدة) بالنسبة لما قبلها، تسمى موطئة بالنسبة لما بعدها، كما تقول: جاء زيد رجلاً صالحاً. قوله: ﴿ غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ نعت لقرآناً أو حال أخرى. قوله: (أي لبس واختلاف) أي فمعناه صحيح لا لبس ولا تناقض فيه. قوله: ﴿ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ علة لقوله: ﴿ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾.