قوله: ﴿ قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ ﴾ إلخ، هذا الأمر للتهديد. قوله: (حالتكم) أي وهي الكفر والعناد، وفيه تشبيه الحال بالمكان، بجامع الثبوت والاستقرار في كل. قوله: (مفعولة العلم) أي لأنها بمعنى عرف، فتنصب مفعولاً واحداً، قوله: ﴿ يُخْزِيهِ ﴾ أي يهينه ويذله. قوله: ﴿ لِلنَّـاسِ ﴾ أي لمصالح الناس في معاشهم ومعادهم. قوله: (متعلق بأنزل) ويصح أن يكون متعلقاً بمحذوف حال، إما من فاعل أنزل، أو من مفعوله. قوله: ﴿ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ ﴾ هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم، والمعنى ليس هداهم بيدك ولال في ضمانتك، حتى تقهرهم وتجبرهم عليه، وإنما هو بيدنا، فإن شئنا أبقيناهم على ما هم عليه من الضلال. قوله: ﴿ ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا ﴾ أي يقبض الأرواح عند حضور آجالها، فالنفس والروح شيء واحد على التحقيق، وذلك القبض ظاهر، بحيث ينعدم التمييز والإحساس، وباطناً بحيث تنعدم الحياة والنفس والحركة. قوله: ﴿ وَ ﴾ (يتوفى) ﴿ ٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا ﴾ أشار بذلك إلى أن الموصول معطوف على ﴿ ٱلأَنفُسَ ﴾ مسلط عليه ﴿ يَتَوَفَّى ﴾ والمعنى يقبض الأرواح التي لم تحضر آجالها عند نومها ظاهراً، بحيث ينعدم التمييز والإحساس لا باطناً، فإن الحياة والنفس والحركة باقية، ولذا عرفوا النوم بأنه فترة طبيعية، تهجم على الشخص قهراً عليه، تمنع حواسه الحركة، وعقله الإدراك، وأما في حالة اليقظة، فالروح سارية في الجسد ظاهراً وباطناً، لأنها جسم لطيف شفاف، مشتبك بالاجسام الكثيفة، اشتباك الماء بالعود الأخضر على هيئة جسد صاحبها، وقيل مقرها القلب، وشعاعها مقوم للجسد، كالشمعة الكائنة وسط آنية من زجاج، فأصلها في وسطه، ونورها سار في جميع أجزائه. قوله: ﴿ فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ ﴾ أي لا يردها إلى جسدها، وتحيا حياة دنيوية. قوله: (أي وقت موتها) ظاهره أن قوله: ﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ راجع لقوله: ﴿ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ ﴾ فقط، ويصح رجوعه وللذي قبله، ويراد بالأجل المسمى في الممسوكة النفخة الثانية. قوله: (نفس التمييز) أي والإحساس. قوله: (نفس الحياة) أي والحركة والنفس. قوله: (بخلاف العكس) أي فمتى ذهبت نفس الحياة، لا تبقى نفس التمييز والإحساس، واعلم أنه اختلف، هل في الإنسان روح واحدة والتعدد باعتبار أوصافها وهو التحقيق، أو روحان: إحداهما روح اليقظة، التي أجرى الله العادة بأنها كانت في الجسد كان الإنسان متيقظاً، فإذا خرجت منه، نام الإنسان ورأت تلك الروح المنامات، والأخرى: روح الحياة، التي أجرى الله العادة بأنها إذا كانت في الجسد كان حياً، فإذا فارقته مات، فإذا رجعت إليه حيي، وكلام المفسر محتمل للقولين. قوله: (المذكور) أي من التوفي والإمساك والإرسال. قوله: (وقريش لم يتفكروا) قدره ليكون قوله: ﴿ أَمِ ٱتَّخَذُواْ ﴾ إضراباً انتقالياً. قوله: (أي الأصنام) بيان للمفعول الأولى. قوله: ﴿ أَ ﴾ (يشفعون) أشار بهذا إلى أن الهمزة داخلة على محذوف. والواو عاطفة عليه. قوله: ﴿ لاَ ﴾ أشار به إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: (أي وهو مختص بها) جواب عما يقال: مقتضى الآية نفي الشفاعة عن غيره تعالى، مع أنه قد جاء في الأخبار: إن للأنبياء والعلماء والشهداء شفاعات فأجاب: بأن المعنى لا يملك الشفاعة إلا الله، وشفاعات بإذن الله ورضاه، قال تعالى:﴿ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ ﴾[الأنبياء: ٢٨].
قوله: ﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ أي تردون فيجازيكم بأعمالكم. قوله: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ﴾ ﴿ إِذَا ﴾ معمولة لقوله: ﴿ ٱشْمَأَزَّتْ ﴾ قوله: ﴿ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ أي لنسيانهم حق الله تعالى، وهذه الآية تجر بذيلها على أهل اللهو والفسوق، الذين يختارون مجالس اللهو ويفرحون بها، على مجالس الطاعات. قوله: ﴿ قُلِ ٱللَّهُمَّ ﴾ أي التجئ إلى ربك بالدعاء والتضرع، فإنه القادر على كل شيء. قوله: (أي يا الله) أي فحذفت يا النداء، وعوض عنها الميم وشددت، لتكون على حرفين كالمعوض عنه. قوله: (اهدني) هذا هو المقصود بالدعاء، وتمام تلك الدعوة النبوية على ما ورد: اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. قوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ إلخ، بيان لغاية شدة ما ينزل بهم. قوله: ﴿ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ ﴾ أي بالمذكور من الأمرين. قوله: ﴿ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ ظرف ﴿ لاَفْتَدَوْاْ ﴾.
قوله: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ ﴾ إلخ، كلام مستأنف أو معطوف على قوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ إلخ. قوله: ﴿ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ ﴾ أي الأعمال السيئة حين تعرض عليهم صفائحهم. قوله: (الجنس) أي فهو إخبار عن الجنس بما يفعله غالب أفراده. قوله: (إنعاماً) أي تفضلاً وإحساناً. قوله:﴿ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾[الزمر: ٤٩] (من الله) إلخ أي أو مني بوجود سببه، أو أني أعطيته بسبب محبة الله لي وفلاحي. قوله: (أي القولة) أشار بذلك إلى أن الضمير عائد على (القولة) وقيل عائد على النعمة، والمعنى أن النعمة فتنة، أي امتحان واختبار، هل يشكر عليها أو يكفرها. قوله: (أن التخويل) أي إعطاء النعم تفضلاً وإحساناً. قوله: (الراضين بها) أشار بذلك إلى أن قومه لم يقولوها بالفعل، وإنما نسبت لهم من حيث رضتهم بها. قوله: ﴿ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ ﴾ أي جزاء أعمالهم السيئة.


الصفحة التالية
Icon