﴿ ٱتَّقَوْاْ ﴾ (الشرك) أي جعلوا بينهم وبينه وقاية وهو الإيمان، وهذه تقوى العامة، الخواص فعل الطاعات وترك المعاصي، وتقوى خواص الخواص عدم خطور الغير ببالهم. قوله: ﴿ بِمَفَازَتِهِمْ ﴾ الباء سببية متعلقة بينجي وفي قراءة سبعية أيضاً بمفازاتهم جمعاً باعتبار الأشخاص. قوله: (أي بمكان فوزهم) أي بمكان ظفرهم بمقصودهم، والمعنى ينجي الله المتقين بسبب دخولهم في مكان ظفرهم بمقصودهم وهو الجنة. قوله: ﴿ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ ﴾ يحتمل أن تكون هذه الجملة مستأنفة مفسرة لمفازتهم، فلا محل لها من الإعراب، ويحتمل أن تكون حالية من قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ ﴾.
قوله: ﴿ ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ ﴾ هذا دليل لما قبله، ودخل في الشيء الجنة وما فيها، والنار وما فيها، وحينئذ فلا مشارك لله في خلقه. قوله: ﴿ لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ المقاليد جمع مقلاد أو مقليد، والكلام كناية عن شدة التمكن والتصرف في كل شيء في السماوات أو الأرض، وروي عن عثمان رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المقاليد فقال: تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده واستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، فهذه الكلمات مفاتيح خزائن السماوات والأرض، من تكلم بها فتحت له. قوله: (من المطر) الخ، بيان للخزائن. قوله: (متصل بقوله وينجي) أي فهو معطوف عيه، من عطف جملة اسمية على فعلية ولا مانع منه. قوله: (المعمول لتأمروني) أي والأصل أتأمروني بأن أعبد غير الله، قدم مفعول ﴿ أَعْبُدُ ﴾ على تأمرونني العامل في عامله وحذفت. قوله: (بنون واحدة) أي مخففة مع فتح الياء لا غير، وهذه النون الرفع، كسرت للمناسبة، واستغني بها عن نون الوقاية. قوله: (بإدغام) أي مع فتح الياء وسكونها وقوله: (وفك) أي مع سكون الياء لا غير، فالقراءات أربع سبعيات.


الصفحة التالية
Icon