قوله: ﴿ ذَلِكُم ﴾ مبتدأ، و ﴿ بِأَنَّهُ ﴾ خبره، والضمير للشأن. قوله: ﴿ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ﴾ هذا من جملة ما يقال لهم في الآخرة بدليل قوله: (في تعذيبكم)، وأما قوله: ﴿ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ ﴾ فكلام مستأنف منقطع عما قبله، ويصح أن يكون الكلام تم بقوله: ﴿ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ ﴾ وقوله: ﴿ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ﴾ تفريع على ما تقدم، كأنه قال: إذا علمتم أن الخلق فريقان، مؤمنون وكفار، فلا تعترضوا فإن الحكم لله، أي القضاء بأن هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار، لله وحده الموصوف بكون يرينا آياته، فيعتبر بها من يشاء فيهدى، ويكذب بها من يشاء فيضل. قوله: ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم ﴾ أي من أجلكم. قوله: (بالمطر) أي بسببه، فإن الماء سبب في جميع الأرزاق، كما هو مشاهد. قوله: ﴿ فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ ﴾ يطلق الدعاء على الطلب حقيقة، وليس مراداً هنا بإجماع، بقرينة ما قبله وما بعده، وعلى العبادة مجازاً كما هنا، من باب تسمية الكل باسم جزئه، لأن الدعاء جزء من أجزاء العبادة، وسميت العبادة دعاء، لأنه أعظم أجزائها، لما في الحديث:" الدعاء مخ العبادة "قوله: ﴿ مُخْلِصِينَ ﴾ حال من فاعل ادعوا، وأشار بذلك إلى أن الإنسان مأمور بالعبادة ظاهراً، وبإخلاص قلبه من أنواع الشك، والشرك الأكبر والأصغر، فقوله: (من الشرك) عام في الشرك الأكبر وهو الكفر، والأصغر وهو الرياء. قوله: ﴿ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ ﴾ مبالغة فيما قبله، أي اعبدوه وأخلصوا له قلوبكم، هذا إذا رضي الكافرون بذلك، بل ولو كرهوا، أو قاتلوكم ومانعوكم من عبادته. قوله: (أي الله عظيم الصفات) أشار بذلك إلى أن ﴿ رَفِيعُ ﴾ صفة مشبهة خبر لمحذوف، أي خو منزه صفاته عن كل نقص، وقوله: (أو رافع) أشار به إلى أن فعيل صيغة محولة عن اسم الفاعل. قوله: ﴿ يُلْقِي ٱلرُّوحَ ﴾ أي الوحي، سمي بذلك لأنه يسري في القلوب كسريان الروح في الجسد، ولذا كان لا يطرأ على النبي النسيان. قوله: ﴿ مِنْ أَمْرِهِ ﴾ بيان للروح أو حال منه (أي قوله) وقيل المراد بالأمر القضاء. قوله: (الملقى عليه) وهو فاعل الأنذار، وهو كناية عن الموصول، في قوله: ﴿ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ ﴾ والمفعول الأول محذف قدره المفسر بقوله: (الناس) والمفعول الثاني هو قوله: ﴿ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ ﴾.
قوله: (بحذف الياء) أي وصلاً ووقفاً، وقوله: (وإثباتها) أي وصلاً ووقفاً، أو وصلاً فقط، فالقراءات ثلاث سبعيات. قوله: (لتلاقي أهل السماء) علة لتسمية ﴿ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ ﴾.