قوله: ﴿ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ﴾ بدل من ﴿ ٱلتَّلاَقِ ﴾ بدل كل من كل، ويكتب ﴿ يَوْمَ ﴾ هنا وفي الذاريات في قوله:﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾[الذاريات: ١٣] منفصلاً، لأن ﴿ هُم ﴾ مرفوع بالابتداء فيهما، فالمناسب القطع، وأما في غير هذين المحلين نحو﴿ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ﴾[الزخرف: ٨٣]﴿ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴾[الطور: ٤٥] فيكتب موصولاً، لأن هم مجرور، فالمناسب وصله. قوله: (خارجون من قبورهم) أي ظاهرون لا يستترون بشيء، لكون الأرض إذ ذاك قاعاً صفصفاً، لما في الحديث:" يحشرون حفاة عراة غرلاً ". قوله: ﴿ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ﴾ الحكمة في تخصيص ذلك اليوم، مع أن الله لا يخفى عليه شيء في سائر الأيام، أنهم كانوا يتوهمون في الدنيا، أنهم أذا استتروا بالحيطان مثلاً، لا يراهم الله، وفي هذا اليوم لا يتوهمون هذا التوهم. قوله: ﴿ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ﴾ هذا حكاية لما يقع من السؤال والجواب حينئذ، وهو كلام مستأنف واقع في جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: ماذا يكون حينئذ؟ فقيل: يقال: ﴿ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ﴾ الخ. قوله: (يقول الله تعالى) قيل في يوم القيامة كما ورد: يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة، ما لم يعص الله عليها، فيؤمر مناد ينادي: ﴿ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ﴾؟ فيقول له العباد مؤمنهم وكافرهم ﴿ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ ﴾ فيقول المؤمنون هذا الجواب سروراً وتلذذاً، ويقول الكافرون غماً وانقياداً وخضوعاً، وقيل: بين النفختين حين تفنى جميع الخلائق ويبقى الله وحده، فلا يرى غير نفسه، فيقول ﴿ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ﴾ فيجيب نفسه بعد أربعين سنة ﴿ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ ﴾ لأنه بقي وحده فهو خلقه. قوله: ﴿ ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ ﴾ الخ، إما من تتمة الجواب، أو لحكاية ما يقوله الله تعالى عقب جواب الخلق. قوله: ﴿ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ ﴾ ﴿ لاَ ﴾ نافية، للجنس، و ﴿ ظُلْمَ ﴾ اسمها، و ﴿ ٱلْيَوْمَ ﴾ خبرها. قوله: (في قدر نصف النهار) أي ولا يشغله حساب أحد عن أحد، بل كل إنسان يرى أنه هو المحاسب. قوله: (من أزف الرحيل) من باب تعب أي دنا وقرب. قوله: ﴿ إِذِ ٱلْقُلُوبُ ﴾ بدل من ﴿ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ ﴾ و ﴿ ٱلْقُلُوبُ ﴾ مبتدأ خبره ﴿ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ ﴾ وهو متعلق بمحذوف قدره بقوله: (ترتفع). قوله: ﴿ ٱلْحَنَاجِرِ ﴾ جمع حنجور كحلقوم وزنا ومعنى، أو جمع حنجرة. قوله: ﴿ مِنْ حَمِيمٍ ﴾ ﴿ مِنْ ﴾ زائدة في المبتدأ. قوله: ﴿ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ أي يؤذن له في الشفاعة فيقبل. قوله: (إذ لا شفيع لهم أصلاً) أي لا مطاع ولا غيره. قوله: (أي لو شفعوا) الخ، تفسير للمفهوم على الوجه الثاني.