قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ إلخ، ذكر تعالى وعد المؤمنين إثر وعيد المشركين، جرياً على عادته سبحانه وتعالى في كتابه. قوله: ﴿ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ (مقطوع) أي بل هو دائم مستمر بدوام الله، وهذا أحد تفاسير في هذه الآية، وقيل غير منقوص، وقيل غير ممنون به عليهم، فلا يعدد الله ولا ملائكته عليهم النعم في الجنة ويطلبهم بشكرها، لانقطاع التكليف بالموت، وأيضاً نفوس أهل الجنة مطهرة، فلا تزال تشكر الله تعالى، وإن كان غير مطلوب منهم تلذذاً وفرحاً بنعم الله تعالى، ولأن الجنة دار ضيافة مولانا تعالى، والكريم لا يعدد نعمه على أضيافه. قوله: ﴿ قُلْ أَإِنَّكُمْ ﴾ قدم الاستفهام على التأكيد، لأن له صدر الكلام، وهو استفهام انكار وتشنيع، وأن اللام لتأكيد الإنكار، والمعنى: أنتم تعلمون أنه لا شريك له في العالم العلوي والسفلي، فكيف تجعلون له شريكاً؟ قوله: (وإدخال ألف) إلخ، فالمناسب أن يقول وتركه، لأن القراءات السبعية هنا أربع لا اثنتان كما يوهمه كلامه. قوله: ﴿ فِي يَوْمَيْنِ ﴾ قال ابن عباس: إن الله خلق يوماً فسماه يوم الأحد، ثم خلق ثانياً فسماه يوم الاثنين، ثم خلق ثالثاً فسماه الثلاثاء، ثم خلق رابعاً فسماه الأربعاء، ثم خلق خامساً فمساه الخميس، فخلق الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، وخلق مواضع الأنهار والشجر والقرى يوم الأربعاء، وخلق الطير والوحوش والسباع والهوام والآفات يوم الخميس، وخلق الإنسان يوم الجمعة، وفرغ من الخلق يوم السبت، وهذا هو الصحيح، وقد مشى عليه المفسر، وقيل إن مبدأ الخلق السبت. قوله: ﴿ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ﴾ عطف على ﴿ تَكْفُرُونَ ﴾ عطف سبب على مسبب. قوله: ﴿ ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ اسم الإشارة عائد على الموصول، وأتى بالخطاب مفرداً، اشارة إلى أن المخاطب فرد غير معين. قوله: (وجمع) إلخ جواب عما يقال: إنه اسم جنس يصدق على كل ما سوى الله، والجمع لا بد أن يكون له أفراد ثلاثة فأكثر. فأجاب: بأنه جمع باعتبار أنواعه. قوله: (بالياء والنون) اشارة لسؤال آخر، فلو أتى بالواو لكان أوضح. وحاصل هذا السؤال: أن هذا الجمع خاص بالعقلاء، والعالم غالبه غير عاقل. فأجاب بقوله: (تغليباً) إلخ. قوله: (مستأنف) إلخ، هذه العبارة في بعض النسخ، وهي معترضة بأنه لا محذور في الفصل بين المتعاطفين بالجمل المعترضة، ولا يقال إنه وقع بين أجزاء صلة الموصول؛ لأنه يقال: الموصول قد استوفى صلته، ويغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع، فالأولى اسقاط هذه العبارة، كما هو في بعض النسخ، وقوله: (للفاصل) أي وهو قوله: ﴿ وَتَجْعَلُونَ ﴾ إلخ، فإنه معطوف على ﴿ تَكْفُرُونَ ﴾ فليس من أجزاء الصلة.