قوله: ﴿ إِذْ جَآءَتْهُمُ ﴾ ظرف لصاعقة الثانية، والمعنى: صعقتهم وقت مجيء رسلهم إليهم، والضمير في ﴿ جَآءَتْهُمُ ﴾ عائد على﴿ عَادٍ وَثَمُودَ ﴾[فصلت: ١٣] وقوله: ﴿ ٱلرُّسُلُ ﴾ المراد بهم هود وصالح ومن قبلهما من الرسل وهم نوح وإدريس وشيث وآدم، لكن مجيء هود وصالح لهاتين القبيلتين حقيقي، ومجيء من قبلهما لهاتين القبيلتين باعتبار اللازم، لأن كل رسول قد جاء بالتوحيد، وتكذيب واحد تكذيب للجميع. قوله: (أي مقبلين عليهم) أي وهم هود وصالح، وقوله: (ومدبرين عنهم) أي وهم الرسل الذين تقدموا على هود والصح، وهو لف ونشر مرتب. قوله: ﴿ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ ﴾ إلخ، يصح أن تكون ﴿ أَنْ ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن أو مصدرية أو تفسيرية، وكلام المفسر يشير للمعنيين الأولين، حيث قدر الياء و ﴿ لاَ ﴾ ناهية في الأوجه الثلاثة، ويصح أن تكون نافية أيضاً في الوجه الثاني، والفعل منصوب بأن، حذفت منه النون للناصب، و ﴿ لاَ ﴾ النافية لا تمنع عمل ﴿ أَنَّ ﴾ في الفعل. قوله: ﴿ قَالُواْ ﴾ أي عاد وثمود لهود وصالح. قوله: ﴿ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا ﴾ أي انزال ملائكته بالرسالة، فمفعول ﴿ شَآءَ ﴾ محذوف. والمعنى: لو شاء ربنا ارسال رسول، لجعله ملكاً لا بشراً، وهذا توصل منهم لإنكار الرسالة، لزعمهم أنها لا تكون للبشر. قوله: (على زعمكم) أي وإلا فلا فهم ينكرون رسالتهما. قوله: ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ أي تعظموا على أهلها واستعلوا فيها، وهذا شروع في حكاية ما يخص كل طائة من القبائح والعذاب، بعد الإجمال في كفرهم. قوله: ﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ أي فنحن نقدر على دفع العذاب على أنفسنا بقوتنا. قال ابن عباس: إن أطولهم كان مائة ذراع، وأقصرهم كان ستين ذراعاً. قوله: (يجعلها) أي يضعها حيث شاء. قوله: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ ﴾ إلخ، هذه الجملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه، خوطب بها النبي صلى الله عليه وسلم للتعجيب من مقالتهم الشنيعة، والهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه، والتقدير: أيقولون ذلك ولم يروا؟ قوله: ﴿ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ ضمنه معنى يكفرون، فعداه بالباء وهو معطوف على قوله: ﴿ فَٱسْتَكْبَرُواْ ﴾.