قوله: (ثواب) ﴿ عَظِيمٍ ﴾ وقيل: المراد بالحظ الخلق الحسن وكمال النفس. قوله: ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ ﴾ إلخ، المراد بالنزع الوسوسة، والمعنى: وإن يوسوس الشيطان بترم ما أمرت به فاستعذ بالله، أي اطلب التحصن من شره، ومن جملة وسوسته الغضب، فإنه ربما يحمله على ارتكاب منهي عنه، فإذا حصل عنده فليدفعه باستعاذة، فإن لم يزل فليدفعه بالسكون، ثم بالجلوس إن كان قائماً، ثم بالاضطجاع إن كان جالساً، فإن لم يزل بعد ذلك، ذهب من المكان الذي هو به. قوله: ﴿ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴾ تعليل لما قبله، وفي هذه الآية دليل على استعمال التعوذات في الصباح والمساء، لأن الإنسان بينهما لا يخلو من نزغات شيطانية، فلذلك ورد في الأحاديث وفي كلام العارفين، كثرة التعوذ في هذين الوقتين، فتدبر. قوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ ٱلَّيلُ ﴾ وما عطف عليه مبتدأ مؤخر، والمعنى: ومن دلائل قدرته وانفراده بالألوهية الليل إلخ، أي ظهور كل من هذه الأربع. قوله: ﴿ لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ ﴾ خصهما بالذكر، لأن الكفار عبدوهما من دون الله. قوله: (أي الآيات الأربع) وإنما عبر عنها بضمير الإناث، مع أن غالبها مذكر، والعادة تغليب المذكر لا العكس، نظراً للفظ الآيات، فإن مفرده آية وهو مؤنث. قوله: ﴿ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ أي تفردونه بالعبادة، فاتركوا عبادة غيره. قوله: ﴿ فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ ﴾ أي تكبروا وعاندوا، حيث جعلوا ما به الهدى والدلالة على توحيد الله إلهاً معبوداً. قوله: ﴿ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ ﴾ علة لجواب الشرط المحذوف، والتقدير فلا تنعدم العبادة لأن الذين إلخ، والعندية عندية مكانة وشرف لا مكان، فهو كما تقول: عند الملك من الجند كذا وكذا. قوله: ﴿ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ ﴾ هذا من مجاراة الكفر، وإلا فلو ترك جميع الخلق عبادته، لم ينقص ملكه شيء، لما في الحديث:" يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ".