قوله: ﴿ مَّا يُقَالُ لَكَ ﴾ إلخ، شروع في تسليته صلى الله عليه وسلم على ما يصيبه من أذى الكفار. قوله: (من التكذيب) أي من أجل حصوله وقوعه. قوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ ﴾ إلخ، هذا هو المقول، والمعنى: ما يقال لك من أجل حصول التكذيب ووقعه منهم، إلا قولاً مثل ما قيل للرسل من قبلك وهو ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ ﴾ إلخ. قوله: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً ﴾ لقولهم هلا نزل القرآن بلغة العجم. قوله: ﴿ لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ﴾ أي بلسان نفهمه وهو لسان العرب، وقوله: ﴿ ءَاعْجَمِيٌّ ﴾ إلخ، جملة مستقلة عن جملة مقولهم، والمعنى: أنهم طلبوا أولاً نزوله بلغة العجم، فرد الله عليهم بقوله: ﴿ لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ﴾ أي جاءت بلغة العرب، وأخبر الله تعالى أنه لو جاءهم بلغة العجم، لادعوا التنافي بين كونه بلغة العجم، وكون الجائي به عربياً، وغرضهم بذلك إنكار كون القرآن من عند الله على أي حال، والأعجمي يقال للكلام الذي لا يفهم وللمتكلم به، والياء للمبالغة في الوصف، كأحمري وأعجمي، خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله: (أقرآن) إلخ، وكذا قوله: ﴿ وَعَرَبِيٌّ ﴾ قوله: (بتحقيق الهمزة الثانية) أي من غير ألف بينهما، وقوله: (وقلبها ألفاً) أي ممدوداً مداً لازماً، وهاتان قراءتان، وقوله: (بإشباع ودونه) سبق قلم منهن والصواب أن يقول: وتسهيل الثانية بإشباع ودونه، فالإشباع هو إدخال ألف بين المحققة والمسهلة، وعدمه هو ترك الإشباع، وبقيت قراءة خامسة سبعية أيضاً وهي إسقاط الهمزة الأولى. قوله: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ أي صدقوا به وأذعنوا له. قوله: ﴿ وَشِفَآءٌ ﴾ (من الجهل) أي ومن الأمراض الحسية والعنوية الظاهرية والباطنية. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ مبتدأ، و ﴿ فِيۤ آذَانِهِمْ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ وَقْرٌ ﴾ مبتدأ مؤخر، والجملة خبر المبتدأ الأول. قوله: (فلا يسمعونه) أي لوجود الحجاب على قلوبهم، فلا يوفقون لاتباعه، قوله: (أي هم كالمنادي) إلخ، أي فالكلام فيه استعارة تمثيلية، حيث شبه حالهم في عدم قبول المواعظ، وإعراضهم عن القرآن وما فيه بحال من ينادي من مكان بعيد، والجامع عدم الفهم في كل. قوله: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ ﴾ كلام مستأنف سيق لبيان أن الاتختلاف في شأن الكتب عادة قديمة غير مختص بقومك، وهو تسلية له صلى الله عليه وسلم، والمعنى لا تحزن على اختلاف قومك في كتابك فقد اختلف من قبلهم في كتابه. قوله: ﴿ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ أي عجل لهم العذاب. قوله: ﴿ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ﴾ أي من أجل المخالفة، وقوله: ﴿ مُرِيبٍ ﴾ أي مورث شكاً آخر.


الصفحة التالية
Icon