قوله: ﴿ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ ﴾ أي لله يرد علم جواب السؤال عن الساعة، وهذه الآية بمعنى قوله تعالى:﴿ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ﴾[الأعراف: ١٨٧] لا يجليها لوقتها إلا هو فالمعنى تعيين وقت مجيئها لا يعلمه إلا الله تعالى وتقدم ذلك عند قوله:﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ ﴾[لقمان: ٣٤].
قوله: (لا يعلمه غيره) أخذ الحصر من تقديم الجار والمجرور، والمعنى: لا يفيد علمه غيره تعالى، فلا ينافي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخرج من الدنيا، حتى اطلع على ما كان وما يكون وما هو كائن، ومن جملته وقت الساعة، ولكن أمر بكتمانه، فلا يفيد السائل عنه شيئاً. قوله: ﴿ مِن ثَمَرَاتٍ ﴾ المراد الجنس، وقوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً والجمع ظاهر. قوله: (جمع كم بكسر الكاف) أي وهو ما يغطي الثمرة من النوار والزهر، ويجمع أيضاً على أكمة وكمام، وأما يغطي اليد من القميص فالضم، وجمعه أكمام، وقيل: ما يغطي الثمرة بالضم والكسر، وما يغطي اليد بالضم فقط. قوله: ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ ﴾ إلخ، أي يعلم قدر أيام الحمل وساعاته، وكونه ذكراً أو أنثى، واحداً أو متعدداً، غير ذلك، ويعلم وقت وضعه ومكانه. قوله: ﴿ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ﴾ استثناء مفرع من عموم الأحوال، والتقدير: وما يحدث شيء، من خروج ثمرة، أو حمل حامل أو وضعها، إلا ملتبساً بعلمه، فقد حذف من الأولين، لدلالة الثالث عليه. إن قلت: قد يعلم ذلك بعض الخلق من أصحاب الكشف، وبعض الكهنة والمنجمين. أجيب: بأن صاحب الكشف عليه بإلهام من الله تعالى لبعض جزئيات فقط، وأما الكهنى والمنجمون، فعلمهم مستند لأمور ظنية قد تصيب، والغالب عليها الخطأ. قوله: ﴿ أَيْنَ شُرَكَآئِي ﴾ أي بزعمكم وفيه تقريع وتهكم بهم. قوله: ﴿ قَالُوۤاْ ﴾ أي يقولون: وعبر بالماضي لتحقق الوقوع. قوله: (الآن) أشار بذلك إلى أن المراد الإنشاء لا الإخبار عما سبق، فالجملة خبرية لفظاً إنشائية معنى، ويصح أن يراد الإخبار لتنزيلهم علمه تعالى بحالهم منزلة إعلامهم به، فأخبروا وقالوا آذناك. قوله: ﴿ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ ﴾ أي غالب نفعهم عنهم، فلا يشفعون لهم، ولا ينصرونهم، وهذا في المحشر، وأما في النار فيجمعون معهم. قوله: ﴿ مِّن مَّحِيصٍ ﴾ فرار ومهرب من النار. قوله: (والنفي) أي وهو ﴿ مَّا ﴾ وقوله: (في الموضعين) أي وهما: ما منا، وما لهم. (معلق عن العمل) التعليق إبطال العمل لفظاً لا محلاً، والعامل المعلق هو آذن وظن. قوله: (وجملة النفي) أي في الموضعين. قوله: (سدت مسد المفعولين) أي الأول والثاني لظنوا، والثالث لآذنا، فإنه يتعدى لثلاثة، كأعلم وأرى، والمفعول الأول الكاف. قوله: ﴿ لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ ﴾ المراد به جنس الكافر كما يأتي في المفسر. قوله: ﴿ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ ﴾ المصدر مضاف لمفعوله. قوله: (وغيرهما) أي كالولد ونحوه من خير الدنيا. قوله: ﴿ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾ خبر ان لمبتدأ محذوف، أي فهو قبل اليأس والقنوط إظهار آثاره على ظاهر البدن، ويطلق اليأس على العلم كما في قوله تعالى:﴿ أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ ﴾[الرعد: ٣١] ويئس من باب فهم، وقنط من باب جلس ودخل وطرف. قوله: (وما بعده) أي وهو قوله: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ ﴾ إلى قوله: ﴿ لَلْحُسْنَىٰ ﴾ وأما قوله: ﴿ فَلَنُنَبِّئَنَّ ﴾ إلخ، تصريح في الكافرين لا يحتاج للتنبيه عليه. قوله: ﴿ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي ﴾ جواب القسم، وجواب الشرط محذوف، لسد جواب القسم مسده، للقاعدة المذكورة في قول ابن مالك: واحذف لدى اجتماع شرط وقسم   جواب ما أخرت فهو ملتزمقوله: (أي بعملي) أي بما لي من الفضل والعمل والشجاعة والتدبير. قوله: ﴿ وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً ﴾ أي تقوم. قوله: ﴿ رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ ﴾ أي كما تقول الرسل على فرض صدقهم، وقد أكدت هذه الجملة بأمور زيادة في التعنت منها: القسم وإن، وتقديم الظرف والجار والمجرور. قوله: ﴿ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ جواب لقول الكافر ﴿ وَلَئِن رُّجِعْتُ ﴾ إلخ. قوله: (الجنس) أي من خيث هو مسلماً أو كافراً، ولكنه مشكل بالنسبة للكافر، فإنه تقدم عند مس الشر، كان يؤوساً قنوطاً، وهنا أفاد أنه ذو دعاء عريض، فيقتضي أنه راج، فحصل بين الآيتين التناقض. وأجيب: بأنه يمكن حمل ما تقدم على أناس دون آخرين أو على الكل، لكن الأوقات مختلفة، فبعض الأوقات يكونون آيسين، وبعض الأوقات يكونون راجين.


الصفحة التالية
Icon