قوله: ﴿ أَن يُكَلِّمَهُ ﴾ ﴿ أَن ﴾ وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم ﴿ كَانَ ﴾.
قوله: ﴿ إِلاَّ ﴾ (أن يوحى إليه) أشار بذلك إلى أن ﴿ وَحْياً ﴾ منصوب على الاستثناء المفرغ، خلافاً لمن قال إنه منقطع نظراً لظاهر اللفظ، فإن الوحي ليس بتكليم، والوحي الإشارة والرسالة والكتابة، ولك ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه، ثم غلب استعماله فيما يلقى إلى الأنبياء. قوله: (في المنام) أي فرؤيا الأنبياء حق، وذلك لما وقع للخليل حين أمر بذبح ولده في المنام، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أنه يدخل مكة فصدق الله رؤياهما، وقوله: (أو بالإلهام) أي الإلقاء في القلوب لا بواسطة ملك، وقد يقع الإلهام لغير الأنبياء فإلهامخم محفوظ منه. قوله: ﴿ أَوْ ﴾ (إلاَّ) ﴿ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾ معطوف على ﴿ وَحْياً ﴾ باعتبار متعلقة تقديره إلا أن يوحي إليه أو يكلمه. قوله: (ولا يراه) أشار بذلك إلى أن المراد من الحجاب لازمه وهو عدم الرؤية. والحجاب وصف العبد لا وصف الرب. قوله: (كما وقع لموسى عليه السلام) أي في جميع مناجاته كما تقدم مفصلاً. قوله: ﴿ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً ﴾ برفع اللام وكذا يوحي ونصبهما قراءتان سبعيتان، فالرفع خبر لمحذوف أي هو يرسل، والنصب على ﴿ وَحْياً ﴾ بإضمار أن، قال ابن مالك: وإن على اسم خالص فعل عطف تنصبه إن ثابتاً أو منحذفقوله: (كجبريل) أدخلت الكاف غيره كإسرافيل وملك الجبال، فإن الله تعالى أرسل كلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ إِنَّهُ عَلِيٌّ ﴾ (عن صفات المحدثين) أي منزه ومقدس عنها. قوله: ﴿ حَكِيمٌ ﴾ (في صنعه) أي يضع الشيء في محله. قوله: (أي مثل إيحائناإلى غيرك) إلخ، التشبيه في مطلق الإيحاء والإرسال، لأنه صلى الله عليه وسلم وقع له في الكلام والرؤية، بخلاف باقي الأنبياء، فهو من تشبيه الاكمل بالكامل، بسابقية الكامل في الوجود، فالحصر المتقدم بالنسبة للأنبياء غير نبينا صلى الله عليه وسلم فلا يقال: إن الآية تدل على أن الوحي منحصر في هذه الثلاثة، ولا يشمل الكلام مشافهة، مع أنه وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (هو القرآن) هذا أحد تفاسير في الروح، وقيل الرحمة، وقيل هو الوحي، وقيل الكتاب، وقيل جبريل. قوله: (به تحيا القلوب) أي فشبه بالقرآن بالروح من حيث إن كلاً به الحياة، فالقرآن به حياة الأرواح، والروح بها حياة الأشباح.