قوله: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ ﴾ الاستفهام انكاري وتعجب من حالهم وتحكمهم. قوله: ﴿ رَحْمَتَ رَبِّكَ ﴾ ترسم بالتاء المجرورة هنا، وفي قوله تعالى فيما يأتي و ﴿ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ ﴾ اتباعاً لرسم المصحف وهذا موضعان ترسم فيهما بالتاء المجرورة. ثالثها في البقرة ﴿ أُوْلۤـٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ ﴾ رابعها في الأعراف ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ خامسها في هود ﴿ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ ﴾ سادسها في مريم ﴿ رَحْمَتِ رَبِّكَ ﴾ سابعها في الروم ﴿ فَٱنظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ ٱللَّهِ ﴾ وما عداها يرسم بالهاء، وللقراء في تلك المواضع السبعة في الوقف طريقان: فمنهم من يقف بالهاء، كسائر الهاءات الداخلة على الأسماء، كفاطمة وقائمة، ومنهم من يقف بالتاء تغليباً لجانب الرسم. قوله: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ أي فجعلنا هذا غنياً، وهذا فقيراً، وهذا مالكاً، وهذا مملوكاً، وهذا قوياً، وهذا ضعيفاً، لاستقامة نظام العالم، لا للدلالة على سعادة وشقاوة. قوله: ﴿ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً ﴾ اللام للتعليل، أي إن القصد من جعل الناس متفاوتين في العالم وفساد نظامه. قوله: (والياء للنسب) أي نسبته للسخرة وهي العمل بلا أجرة. إذا علمت ذلك، فقول المفسر (بالأجرة) تقييد بالنظر لصحة التعليل، ويصح أن يكون من السخرية التي هي بمعنى الاستهزاء، والمعنى ليستهزئ الغني بالفقير، وعليه فتكون اللام للعاقبة والصيرورة. قوله: (وقرئ بكسر السين) أي قراءة شاذة هنا، جرياً على عادته في التعبير عن الشاذ بقرئ، وعن السبعي بوفي قراءة، وأما من المؤمنين وص فكسر السين فيهما قراءة سبعية، ففرق بين ما هنا وما في السورتين المتقدمتين. قوله: ﴿ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ أي والعظيم من حازها وهو النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه، لا من حاز الكثير من المال. قوله: ﴿ وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ ﴾ إلخ، الكلام على حذف مضاف، أي لولا خوف أن يكون الناس إلخ، كما أشار له المفسر فيما يأتي، والأوضح أن يقول: لولا رغبة الناس في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعم لجعلنا إلخ، لأنه تعالى لا يوصف بالخوف، ففرق الله الدنيا بين المؤمنين والكافر، على حسب ما قدره لهم في الأزل. إن قلت: لن لم يوسع الدنيا على المسلمين، حيث يصير ذلك سبباً لاجتماع الناس على الإسلام، فالجواب: لأن الناس حينئذ يجتمعون على الإسلام لطلب الدنيا، وهو إيمان المنافقين، فما قدره الله تعالى خير، لأن كل من دخل الإيمان، فإنما يقصد رضا الله فقط. قوله: (بدل من لمن) أي بدل اشتمال. قوله: (وبضمهما جمعاً) أي على وزن رهن جمع رهن، فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ وَمَعَارِجَ ﴾ جمع معرج بفتح الميم وكسرها وهو السلم. قوله: ﴿ وَ ﴾ (وجعلنا لهم) ﴿ سُرُراً ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ سُرُراً ﴾ معمول لمحذوف معطوف على قوله: ﴿ لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ ﴾ عطف جمل.