قوله: ﴿ مِن رُّسُلِنَآ ﴾ بيان لمن. قوله: ﴿ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ﴾ إلخ، أي حكمنا بعبادة الأوثان، وأنزلنا ذلك في كتبنا. قوله: (قيل هو على ظاهره) أي من غير تقدير، فهو مأمور بسؤال المرسلين أنفسهم، وهذا على أن الآية مكية. قوله: (بأن جمع له الرسل) إلخ، جواب عما يقال: إنه متأخر في البعث عن الرسل، فكيف يؤمر بسؤال لم يلقه؟ قوله: (وقيل المراد أمم) إلخ، أي فالكلام على حذف مضاف، والمعنى: اسأل أمم من أرسلنا، وقوله: (أي أهل الكتابين) تفسير لأمم، وهذا على أن الآية مدنية، لأن أهل الكتابين إنما كانوا في المدينة. قوله: (ولم يسأل على واحد من القولين) هذا أحد قولين، قال ابن عباس وابن زيد: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو مسجد ببيت المقدس، بعث الله له آدم ومن دونه من المرسلين، وجبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن جبريل عليه الصلاة والسلام وأقام الصلاة ثم قال يا محمد تقدم فصل بهم فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له جبريل: سل يا محمد من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون؟ فقال صلى الله عليه وسلم: قد اكتفيت: والقول الآخر لغير ابن عباس: أنهم صلوا خلفه صلى الله عليه وسلم سبعة صفوف: المرسلون ثلاثة صفوف، والنبيون أربعة صفوف، وكان يلي ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم الخليل، وعلى يمينه إسماعيل، وعلى يساره إسحاق، ثم موسى، ثم سائر المرسلين، فصلى بهم ركعتين، فلما انتقل قام فقال: إن ربي أوحى إلي أن أسألكم: هل أرسل أحداً منكم بدعوة إلى عبادة غير الله تعالى؟ فقالوا: يا محمد إنا نشهد إنا أرسلنا أجمعين بدعوة واحدة، أن لا إله إلا الله، وأن ما يعبدون من دونه باطل، وأنك خاتم النبيين وسيد المرسلين، وقد استبان ذلك بإمامتك إيانا، وأنه لا نبي بعدك إلى يوم القيامة إلا عيسى ابن مريم، فإنه مأمور أن يتبع أثرك. قوله: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ ﴾ إلخ، الحكمة في ذكر تلك القصة والتي بعدها، عقب ما تقدم من مقالات الكفار تسليته صلى الله عليه وسلم، فإن موسى وعيسى وقع لهما من قومهما ما وقع لمحمد صلى الله عليه وسلم من قومه، من التعيير بقلة المال والجاه. قوله: ﴿ بِآيَـٰتِنَآ ﴾ أي معجزاتنا التسع، والباء للملابسة. قوله: ﴿ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴾ في القصة اختصار قد بين في سورة طه والقصص، والمعنى: فقال إني رسول رب العالمين، لنؤمن به وترسل معه بني إسرائيل. قوله: ﴿ فَلَمَّا جَآءَهُم بِآيَاتِنَآ ﴾ مرتب على مقدر، أي فطلبوا منه آية تدل على صدقه، يدل عليه ما تقدم في الأعراف﴿ قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ ﴾[الأعراف: ١٠٦] إلخ، قوله: ﴿ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴾ فجائية، والمعنى: حيث جاءهم بالآيات فاجؤوا المجيء بها بالضحك والسخرية، من غير تأمل ولا تفكر. قوله: (والجراد) أي والقمل والضفادع والدم، كل واحدة تمكث سبعة أيام عليهم، فيستجيروا بموسى، فيدعو الله تعالى فيكشفه عنهم، فيمكثون بين كل واحدة والأخرى شهراً ويعودون لما كانوا عليه من الطغيان، ثم أرسل الله عليهم السنين المجدبة، فاستجاروا ثم عادوا للطغيان، ثم دعا الله فكشفت عنهم، ثم دعا عليهم بالطمس فطمست أموالهم، فعزموا على قتل موسى وقومه. فانتقم الله منهم بالغرق.