قوله: ﴿ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ﴾ الجملة صفة لآية، والمعنى إلا هي مبالغة الغاية في الإعجاز بحيث يظن الناظر فيها أنا أكبر من غيرها. قوله: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ أي عما هم عليه من الكفر. قوله: (لأن السحر عندهم علم عظيم) أي فقصدوا بذلك تعظيمه لا نقصه. إن قلت: إن الله تعالى قال في سورة الأعراف حكاية عنهم﴿ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ ﴾[الأعراف: ١٣٤] إلخ، فهذا يقتضي أنهم نادوه باسمه، وذها صريح في أنهم نادوه بيا أيها الساحر، فكيف الجمع بينهما؟ أجيب: بأن الخطاب تعدد، وإنما لم يلمهم على ذلك، رجاء أن يؤمنوا واستقصاراً لعقولهم. قوله: (من كشف العذاب) بيان لما. قوله: ﴿ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ﴾ أي إن كشف العذاب عنا. قوله: ﴿ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ﴾ أي في كل مرة من مرات العذاب. قوله: ﴿ وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ ﴾ أي بنفسه وبمناديه. قوله: ﴿ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَارُ ﴾ إلخ، معطوف على ﴿ مُلْكُ مِصْرَ ﴾ وجملة ﴿ تَجْرِي ﴾ حال من اسم الإشارة. قوله: ﴿ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ﴾ مفعوله محذوف قدره المفسر بقوله: (عظمتي). قوله: ﴿ أَمْ ﴾ (تبصرون) أشار بذلك إلى أن ﴿ أَمْ ﴾ متصلة معادلة للهمزة مطلوب بها التعيين، والمعادل محذوف، واعترض بأن المعادل لا يحذف بعد ﴿ أَمْ ﴾ إلا إن كان بعدها لا، نحو: أتقوم أم لا؟ أي أم لا تقوم. وأجيب: بأن هذا غالب لا مطرد. قوله: (وحينئذ) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ أَنَآ خَيْرٌ ﴾ إلخ، مسبب عن المعادل المحذوف. قوله: (حقير) أي لأنه يخدم نفسه، وليس له ملك ولا نفاذ أمر. قوله: ﴿ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ ﴾ الجملة إما عطف على جملة ﴿ هُوَ مَهِينٌ ﴾ أو حال مستأنفة. قوله: (للثغته) بضم اللام وهي تصيير الراء غيناً أو لاماً، أو السين تار. قوله: (التي تناولها في صغره) أي حين لطم فرعون على وجهه، فاغتم لذلك وأراد قتله، فمنعته زوجته وقالت له: إنه صغير لا يعرف التمرة من الجمرة، فأتى له بتمر وجمر، فأراد أخذ التمرة، فحول جبريل يده فأخذ الجمرة، فأثرت في لسانه، وقد حلها الله حين أرسله، وإنما وصفه فرعون بها الآن، استصحاباً لما كان يعرف منه.