قوله: ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ ﴾ رد عليهم، والمعنى: ما عيسى إلا عبد مكرم منعم عليه بالنبوة، لا إله ولا ابن إله. قوله: (بوجوده من غير أب) أي فهو نظير آدم في خلقه من غير أبوين. قوله: ﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ ﴾ خطاب لقريش، والمعنى: أننا أغنياء عنكم وعن عبادتكم، فلو نشاء لأهلكناكم، وجعلنا بدلكم ملائكة يعبدوني في الأرض. قوله: (بدلكم) أي فهو قوله تعالى:﴿ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ ﴾[التوبة: ٣٨] وقول الشاعر: جارية لم تأكل المرققا ولم تذق من البقول الفستقاويصح أن تكون من تبعيضية، والمعنى: لو نشاء لجعلنا بعضكم ملائكة يخلفونكم فيها، بأن يحول بعضكم إلى صورة الملائكة، أو يلد بعضكم ملائكة. قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ ﴾ أي نزوله علامة على قرب الساعة، فالكلام على حذف مضاف، واللام بمعنى على. قوله: ﴿ وَٱتَّبِعُونِ ﴾ أي امتثلوا ما آمركم به. قوله: ﴿ وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ ﴾ معطوف على ﴿ ٱتَّبِعُونِ ﴾ فهو مقول القول، وقيل: من كلام الله تعالى: والمعنى: اتبعوا يا عبادي هديي أو رسولي ﴿ وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ ﴾ إلخ. قوله: ﴿ وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ ﴾ أي أرسل لبني إسرائيل. قوله: ﴿ وَلأُبَيِّنَ لَكُم ﴾ معطوف على قوله: ﴿ بِٱلْحِكْمَةِ ﴾ أي وجئتكم لأبين، ولم يترك العاطف، اشارة إلى أنه متعلق بما قبله، اشعاراً بالاهتمام بالقلة، حتى جعل كأنه كلام برأسه. قوله: ﴿ بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ أي فبين لهم أمر الدين، لا لصنائع الدنيا، فإنها تؤخذ عن أهلها، وفي الحديث:" أنتم أعلم بأمر دنياكم "﴿ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ أي فيما أبلغه عنه.