قوله: ﴿ مِنَ ٱللَّهِ ﴾ (خبره) أي متعلق بمحذوف تقديره كائن. قوله: ﴿ ١٦٤٩; لْعَزِيزِ ﴾ (في ملكه) أي الغالب على أمره. قوله: ﴿ ٱلْحَكِيمِ ﴾ (في صنعه) أي الذي يضع الشيء في محله، فاقتضت حكمته تعالى أنزال أشرف الكتب وهو القرآن، على أشرف العبيد وهو محمد صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ إلخ، ذكر الله سبحانه وتعالى هنا من الدلائل ستة في ثلاثة فواصل، وختم الأولى بالمؤمنين، والثانية بيوقنون، والثالثة بيعقلون، ووجه التغاير، أن الإنسان إذا تأمل في السماوات والأرض، وأنه لا بد لهما من صانع آمن، وإذا نظر في خلق نفسه ونحوها ازداد يقيناً، وإذا نظر في سائر الحوادث، كمل عقله واستحكم علمه. قوله: (أي في خلقهما) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف، يدل عليه التصريح به في سورة البقرة في قوله:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾[البقرة: ١٦٤] وما في سورة آل عمران﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾[آل عمران: ١٩٠].
قوله: ﴿ لأيَٰتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ بالنصب بالكسرة باتفاق القراء، لأنه اسم إن، وأما ما يأتي في قوله: ﴿ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ و ﴿ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ ففيه قراءتان سبعيتان، الرفع والنصب بالكسرة، فالرفع على أن قوله: ﴿ فِي خَلْقِكُمْ ﴾ خبر مقدم، و ﴿ أيَٰتٍ ﴾ مبتدأ مؤخر، والجملة معطوفة على جملة ﴿ إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ والنصب على أن ﴿ أيَٰتٍ ﴾ معطوف على آيات الأول، الذي هو اسم ﴿ إِنَّ ﴾ وقوله: ﴿ وَفِي خَلْقِكُمْ ﴾ معطوف على قوله: ﴿ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ الواقع خبراً لأن، فيه العطف على معمولي عامل واحد، وهو جائز باتفاق. قوله: ﴿ وَ ﴾ (خلق) ﴿ مَا يَبُثُّ ﴾ أشار بذلك إلى أنه معطوف على ﴿ خَلْقِكُمْ ﴾ المجرور بفي على حذف مضاف. قوله: (هي ما يدب) أي يتحرك. قوله: ﴿ وَ ﴾ (في) ﴿ ٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ ﴾ أي يبسها. قوله: (وباردة وحارة) لف ونشر مشوش وترك الصبا والدبور، فالرياح أربع. قوله: ﴿ تَلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ ﴾ مبتدأ وخبر، وجملة ﴿ نَتْلُوهَا ﴾ حال. قوله: (الآيات المذكورة) أي وهي السماوات والأرض وما بعدهما. قوله: (متعلق بنتلو) أي على أنه عامل فيه مع كونه حالاً، والياء للملابسة. قوله: (أي لا يؤمنون) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (كلمة عذاب) أي فيطلق على العذاب، ويطلق على واد في جهنم. قوله: (كذاب) أي كثير الكذب على الله وخلقه. قوله: (كثير الإثم) أي المعاصي. قوله: ﴿ يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ﴾ إما مستأنف أو حال من الضمير في ﴿ أَثِيمٍ ﴾ قوله: ﴿ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ﴾ حال من ﴿ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ﴾.
قوله: ﴿ ثُمَّ يُصِرُّ ﴾ (على كفره) ﴿ ثُمَّ ﴾ للترتيب الرتبي، والمعنى: أن إصراره على الكفر، حاصل بعد تقدير الأدلة المذكورة وسماعه إياها. قوله: ﴿ كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ﴾ ﴿ كَأَن ﴾ مخففة على حذف منها ضمير الشأن، والجملة إما مستأنفة أو حال. قوله: ﴿ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ سماه بشارة تهكماً بهم، لأن البشارة هي الخبر السار.


الصفحة التالية
Icon