قوله: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ تعميم بعد تخصيص. قوله: ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ ﴾ ظرف لقوله: ﴿ يَخْسَرُ ﴾ وقوله: ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ بدل من ﴿ يَوْمَ ﴾ قبله للتوكيد، والتنوين في ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ عوض عن جملة مقدرة، والتقدير: يومئذ تقوم الساعة، فهو بدل توكيدي. قوله: (أي يظهر خسرانهم) جواب عما يقال: إن خسرانهم متحتم في الأزل. قوله: ﴿ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ﴾ رأى بصرية و ﴿ كُلَّ ﴾ مفعولها و ﴿ جَاثِيَةً ﴾ حال، واختلف هل الجثي خاص بالكفار، وبه قال يحيى بن سلام، وقيل عام للمؤمن والكافر انتظاراً للحساب، ويؤيده ما ورد: إن في القيامة لساعة هي عشر سنين، يخرَّ الناس فيها جثاة على ركبهم، حتى إن إبراهيم عليه السلام ينادي: لا أسألك اليوم إلا نفسي، وذلك لأن الحضرة في ذلك اليوم حضرة جلال، فالجميع يعطونه حقه من الخوف والهية، إلا أن يحصل التمييز، والجثو وضع الركبتين بالأرض، وكل من المعنيين يدل على كونه مستوفزاً غير مطمئن، وقوله: (أي مجتمعة) أو لحكاية الخلاف، وقيل معناه متميزة: وقيل خاضعة. قوله: ﴿ كُلُّ أمَّةٍ ﴾ بالرفع في قراءة العامة مبتدأ، و ﴿ تُدْعَىٰ ﴾ خبرها. قوله: ﴿ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ﴾ أضيف لهم الكتاب باعتبار أنه مشتمل على أعمالهم. قوله: (ويقال لهم) قدره إشارة إلى أن الجملة مقولة لقول محذوف، و ﴿ ٱلْيَوْمَ ﴾ معمول لتجزون، و ﴿ مَا كُنتُمْ ﴾ مفعوله الثاني، ونائب الفاعل مفعول أول. قوله: ﴿ ٰذَا كِتَابُنَا ﴾ قيل من قول الله لهم، وقيل من قول الملائكة لهم. قوله: ﴿ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ ﴾ أي يدل عليه لأنهم يقرؤونه، فيذكرهم بما فعلوه لقوله تعالى:﴿ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا ﴾[الكهف: ٤٩] قوله: ﴿ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ قيل معناه أن الله ملائكة مطهرين، ينسخون من أم الكتاب في رمضان كل يوم ما يكون من أعمال بني آدم في العام كله، ويعرضونه على الحفظة كل خميس، فيجدون ما كتبه الحفظة على بني آدم موافقاً لما في أيديهم، وقيل إن الملائكة الحفظة، إذا رفعت أعمال العباد إلى الله عز وجل، أمر بأن يثبت عنده منها ما فيه ثواب أو عقاب، ويسقط ما لا ثواب فيه ولا عقاب. قوله: (نثبت ونحفظ) أي فالمراد بالنسخ الإثبات والنقل، إما من اللوح المحفوظ، أو من صحف الكتبة كما علمت. قوله: ﴿ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ إلخ، تفصيل لما أجمل في قوله: ﴿ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ قوله: ﴿ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ﴾ أي مع السابقين، فلا ينافي أن المؤمن، وإن لم يعمل الصالحات يدخل الجنة، لكن مع السابقين، بل إما بعد الحساب، أو بعد الشفاعة، فلا يقال: إن التقييد بالعمل الصالح، يخرج من مات على الإيمان ولم يعمل صالحاً. قوله: (جنته) إنما فسر العام بالخاص، لأن الجنة أثر الرحمة التي تستقر الخلائق فيها، وتوصف بالدخول فيها دون غيرها من آثار الرحمة. قوله: ﴿ ٱلْفَوْزُ ﴾ أي بلوغ الآمال والظفر بالمقصود. قوله: ﴿ ٱلْمُبِينُ ﴾ أي الخالص من الشوائب. قوله: (فيقال لهم) قدره إشارة إلى أن جواب إما محذوف.