قوله: ﴿ أَن تُفْسِدُواْ ﴾ خبر عسى، والشرك معترض بينهما، وجوابه محذوف للدلالة ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ ﴾ عليه. قوله: ﴿ أَوْلَـٰئِكَ ﴾ مبتدأ خبره. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ ﴾.
قوله: ﴿ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴾ أي فلا يهتدون إلى سبيل الرشاد. قوله: ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ ﴾ أي يتفكرون في معانيه فيهتدون؛ وهذه الآية لتقرير ما قبلها كأنه قال: أولئك الذين لعنهم الله، أي أبعدهم عنه، فجعلهم لا يسمعون النصيحة، ولا يبصرون طريقة الإسلام، فتسبب عن ذلك كونهم لا يتدبرون القرآن. قوله: ﴿ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ ﴾ الخ ﴿ أَمْ ﴾ منقطعة بمعنى بل، وهو انتقال من توبيخهم على عدم التدبر إلى توبيخهم، بكون قلوبهم مقفلة، لا تقبل التدبر والتفكر. قوله: (لهم) صفة لقلوب. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ ﴾ أي رجعوا إلى ما كانوا عليه من الكفر، وهم المنافقون الموصوفون بما تقدم، دل عليه قوله: (بالنفاق) وقيل هم اليهود، وقيل أهل الكتابين، داموا على الكفر به عليه السلام، بعد ما واجدوا نعته في كتابهم. قوله: ﴿ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ﴾ أي الطريق القويم بالأدلة والحجج الظاهرة. قوله: (بضم أوله) أي وكسر ثالثه وفتح الياء، والجار والمجرور نائب الفاعل، وقوله: (وبفتحه واللام) أي مبنياً للفاعل، والفاعل ضمير يعود على ﴿ #١٦٤٩; لشَّيْطَانُ ﴾ وهما قراءتان سبعيتان. قوله: (والمملي الشيطان) الخ، جواب عن سؤال مقدر تقديره الإملاء، معناه الإهمال. وهو لا يكون إلا من الله، لأنه الفاعل المختار، فكيف ينسب للشيطان؟ فأجاب: بأن المملي حقيقة الله، وأسند للشيطان باعتبار أنه جار على يديه، لأنه يوسوس لهم سعة الأجل. قوله: (أي للمشركين) أي والقائل هم اليهود أو المنافقون، كما حكى الله عنهم ذلك في سورة الحشر بقوله:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ ﴾[الحشر: ١١] الآيات.


الصفحة التالية
Icon