قوله: ﴿ هَا أَنتُمْ ﴾ ﴿ هَا ﴾ للتنبيه، و ﴿ أَنتُمْ ﴾ مبتدأ، و ﴿ هَـٰؤُلاَءِ ﴾ منادى، وحرف النداء محذوف قدره المفسر، و ﴿ تُدْعَوْنَ ﴾ خبره، وجملة النداء معترضة بين المبتدأ والخبر. قوله: ﴿ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ﴾ أي ومنكم من يجود، وحذف هذا المقابل لأن المراد الاستدلال على البخل. قوله: (يقال بخل عليه وعنه) أي فيتعدى بعلى إذا ضمن معنى شح، وبعم إذا ضمن معنى أمسك. قوله: ﴿ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ ﴾ (إليه) أي وفي جميع الأحوال. قوله: ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ ﴾ إما خطاب للصحابة، والمقصود منه التخويف، لأنه لم يصل أحد من بعدهم لرتبتهم، والشرطية لا تقتضي الوقوع، أو خطاب للمنافقين، والتبديل حاصل بالفعل، واختلف في القوم المستبدلين، فروي عن أبي هريرة قال: وتلا رسول الله هذه الآية ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم ﴾ قالوا: ومن يستبدل بنا؟ وكان سلمان جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ سلمان فقال: هذا وأصحابه، والذي نفس محمد بيده، لو كان الإيمان منوطاً بالثريا، لتناوله رجال من فارس " وقيل هم العجم، وقيل هم فارس والروم، وقيل الأنصار، وقيل الملائكة، وقيل الملائكة، وقيل التابعون، وقيل من شاء من سائر الناس، ورد أنه لما نزلت هذه الآية فرح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:" هي أحب إلي من الدنيا ".


الصفحة التالية
Icon