قوله: ﴿ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ ﴾ قدره المفسر الزرع إشارة إلى أنه حذف الموصوف، وأقيمت صفته مقامه. قوله: (المقصود) أي الذي شأنه أن يحصد كالبر والشعير، وفيه مجاز الأول، أي الزرع الذي يؤول إلى كونه محصوداً. قوله: ﴿ وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ﴾ يقال: بسقت النخلة بسوقاً من باب قعد طالت، فهي باسقة، والجمع باسقات وبواسق، وبسق الرجل بهر في علمه. قوله: ﴿ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ﴾ الجملة حال من النخل مترادفة، أي من الضمير في ﴿ بَاسِقَاتٍ ﴾.
قوله: ﴿ رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ ﴾ منصوب على الحال، ولم يقيد العباد هنا بالإنابة، وقيد به في قوله:﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ ﴾[ق: ٨] لأن التذكرة لا تكون إلا لمنيب، والرزق يعم كل أحد. قوله: ﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ ﴾ أي بذلك الماء، وقوله: ﴿ بَلْدَةً مَّيْتاً ﴾ أي أرضاً جدبة يابسة، فاهتزت وربت بذلك الماء، وأنبتت من كل زوج بهيج. قوله: (يستوي فيه المذكر والمؤنث) جواب عن سؤال مقدر تقديره الأرض مؤنثةـ فكيف وصفها بالمذكر؟ وفي هذا الجواب نظر، لأن استواء المذكر والمؤنث في فعيل وليس هنا، والصواب أن التذكير باعتبار كونه مكاناً. قوله: ﴿ كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ ﴾ جملة قدم فيها الخبر لقصد الحصر، والمعنى خروجهم من قبورهم، مثل ما تقدم من عجائب خلق السماء وما بعدها. قوله: (والاستفهام للتقرير) الخ، الأولى أن يقول للإنكار والتوبيخ، قوله: (والمعنى) الخ، غير صحيح، إذ لو نظروا وعلموا لآمنوا. قوله: ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ﴾ الخ، كلام مستأنف قصد به تقرير حقيقة البعث والوعيد لقريش، والتسلية لرسول الله. قوله: (لمعنى قوم) أي لأنه بمعنى أمة. قوله: (هي بئر) أي فخسفت تلك البشر مع ما حولها، فهبت بهم وبأموالهم. قوله: (وقيل غيره) هو شعيب أو نبي آخر أرسل بعد صالح لبقية من ثمود. قوله: ﴿ وَثَمُودُ ﴾ ذكرهم بعد أصحاب الرس، لأن الرجفة التي أخذتهم مبدأ الخسف لأصحاب الرسـ وأتبع ثمود بعاد، لأن الريح التي أهلكتهم أثر صبيحة ثمود. قوله: ﴿ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴾ تقدم أنه ابن أخي إبراهيم، وأنه هاجر معه من العراق إلى الشام، فنزل إبراهيم بفلسطين، ونزل لوط بسذوم، وأرسله الله إلى أهلها وهو أجنبي منهم، فكيف يقال إخوانه! أجيب: بأنه تزوج فصار صهراً لهم، فالأخوة من حيث ذلك.