قوله: ﴿ هَلْ أَتَاكَ ﴾ الخ، استفهام تشويق وتفخيم لشأن تلك القصة، وقيل: إن ﴿ هَلْ ﴾ بمعنى قد، كما في قوله تعالى:﴿ هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ ﴾[الإنسان: ١].
قوله: ﴿ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ﴾ الضيف في الأصل مصدر مضاف، ولذلك يطلق على الواحد والجماعة. قوله: ﴿ ٱلْمُكْرَمِينَ ﴾ أي المعظمين. قوله: (مكنهم جبريل) أي على جميع الأقوال. قوله: (ظرف لحديث ضيف) هذا أحد أوجه في عامل الظرف، الثاني: أنه منصوب بما في ﴿ ضَيْفِ ﴾ من معنى الفعل، لكونه في الأصل مصدراً، الثالث: أنه منصوب بالمكرمين، الرابع: منصوب بفعل محذوف تقديره اذكر، ولا يصح نصبه بأتاك لاختلاف الزمانين. قوله: ﴿ فَقَالُواْ سَلاَماً ﴾ أي نسلم عليكم سلاماً، وقوله: ﴿ قَالَ سَلاَمٌ ﴾ أي عليكم سلام، وعدل إلى الرفع قصداً للإثبات، فتحيته أحسن من تحيتهم. قوله: ﴿ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾ أي لا نعرف من أي بلدة قدموا، وفي هود﴿ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ ﴾[هود: ٧٠] فمقتضاه أن إنكارهم إنما حصل بعد مجيئه لهم بالعجل، وامتناعهم من الأكل، ومقتضى ما هنا أنه قبل ذلك، وحاصل الجمع بين الموضعين، أن الإنكار هنا غيره فيما تقدم، فما هنا محمول على عدم العلم بأنهم دخلوا عليه لقصد الخير أو الشر. قوله: ﴿ فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾ أي خدمه، وكان عامة ماله البقر. قوله: (سراً) أي في خفية من ضيفه، فإن من دأب رب المنزل الكريم، أن يبادر بالقرى في خفية، حذراً من أن يمنعه الضيف. قوله: ﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾ عطف على محذوف، والتقدير فشواه. قوله: (عرض عليهم الأكل) أشار بذلك إلى أن ﴿ أَلاَ ﴾ للعرض، وهو الطلب بلين ورفق، كما قال الشاعر: يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما   قد حدثوك فما راء كمن سمعا


الصفحة التالية
Icon