قوله: ﴿ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ ﴾ الظرف متعلق بآية المحذوف، والمعنى: تركنا في قصة موسى علامة في وقت إرسالنا إياه. قوله: (ملتبساً) ﴿ بِسُلْطَانٍ ﴾ الخ، أشار بذلك إلى أن الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال، والباء للملابسة. قوله: (بحجة واضحة) أي وهي الآيات التسع. قوله: (كالركن) أي كركن البيت الذي يعتمد عليه، فسمى الجنود ركناً، لأنه يحصل بهم التقوى والاعتماد، كما يعتمد على الركن. قوله: ﴿ وَقَالَ ﴾ (لموسى) أي شأن موسى. قوله: ﴿ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ يحتمل أن ﴿ أَوْ ﴾ على بابها من الإبهام على السامع أو للشك، نزل نفسه منزلة الشك تمويهاً على قومه، ويحتمل أنها بمعنى الواو وهو الأحسن لأنه قالهما، قال تعالى:﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴾[الأعراف: ١٠٩، الشعراء: ٣٤] وقال في موضع آخر﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴾[الشعراء: ٢٧] قوله: ﴿ وَجُنُودَهُ ﴾ معطوف على مفعول. ﴿ أَخَذْنَاهُ ﴾.
قوله: ﴿ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾ الجملة حالية من مفعول ﴿ أَخَذْنَاهُ ﴾.
قوله: (آت بما يلام عليه) أشار بذلك إلى أن الفعل الذي يحصل اللوم عليه مختلف باعتبار من وصف به، فاندفع بذلك ما يقال: كيف وصف فرعون بما وصف به ذو النون. قوله: ﴿ وَفِي ﴾ (إهلاك) ﴿ عَادٍ ﴾ الخ، أي فما تقدم من تقدير المضاف، والمفعول يأتي هنا. قوله: (التي لا خير فيها) أي فالعقم في الأصل وصف للمرأة التي لا تلد، وصفت به الريح من حيث إنها لا تأتي بخير. قوله: (وهي الدبور) وقيل هي الجنوب، وقيل هي النكباء، وهي كل ريح هبت بين ريحين، والأظهر ما قاله المفسر لما في الحديث:" نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور "قوله: ﴿ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ ﴾ هذه الجملة في محل المفعول الثاني لتذر، كأنه قال: ما تترك شيئاً إلا مجعولاً كالرميم. قوله: (البالي المتفتت) وقيل: الرميم الرماد، وقيل: التراب المدقوق، والمعاني متقاربة. قوله: ﴿ فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾ هذا الترتيب في الذكر فقط، وإلا فقول الله لهم ﴿ تَمَتَّعُواْ ﴾ متأخر عن العتو. قوله: ﴿ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾ أي المذكور في سورة هود بقوله:﴿ وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً ﴾[هود: ٦٤] الخ. قوله: (أي الصيحة المهلكة) أي فصاح عليهم جبريل فهلكوا جميعاً، والصاعقة تطلق على النار تنزل من المساء، وعلى الصيحة وهو المراد هنا. قوله: (أي بالنهار) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴾ من النظر، وقيل هو من الانتظار، والمعنى ينتظرون ما وعدوه من العذاب. قوله: (على من أهلكهم) المناسب أن يقول: وما كانوا دافعين عن أنفسهم العذاب، إذ لا يتوهم انتصارهم على الله، وإنما يتوهم الفرار منه. قوله: (بالجر عطف على ثمود) هذه أحد أوجه وهو أقربها. قوله: (وبالنصب) أي على أنه معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله: (وأهلكنا) وفيه أوجه أخر، وهذا أحسنها، وقيل منصوب باذكر مقدراً، والقراءتان سبعيتان، وقرئ شذوذاً بالرفع على أنه مبتدأ، والخبر محذوف أي أهلكناهم.